وجّه مواطنو ولاية غرداية من الإباضيين والمالكين صفعة قوية لدعاة الفتنة و(الملثّمين) الذين عاثوا فسادا وغيرهم من المخططين والمنفذين لمخطط جهنمي تربّص بالمدينة المحافظة الهادئة، حيث أكّد المواطنون عزمهم على تفادي العودة إللعنف بحلّ مشاكلهم التي لم تكن أبدا (مذهبية أو عرقية) حسب تعبيرهم وذلك في أطر الحوار مع السلطات العمومية. نقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن كثير من المواطنين رفض اعتبار ماحدث بغرادية مؤخرا بأنه صراع مذهبي أو عرقي مابين المالكين والإباضين، حسب ما صرح به الطالب ابراهيم تيشريس من ثانوية مفدي زكرياء. وأضاف نفس المتحدث أن المواطن الغراداوي سواء كان مالكيا أو إباضيا (جمعته المدرسة الواحدة والتاريخ الواحد والمستقبل المشترك)، وبالتالي فإن مسألة العرق لا تطرح مشكلا على الإطلاق. وعبر الكثير من المواطنين كذلك عن أملهم في أن لا تجدد موجة العنف في ولاياتهم تفاديا للعواقب التي قد تنجم عنها، داعين إلى التحلي باليقظة والتعقل. وبدورهم، يكثف الأعيان والعقلاء وجمعيات ومنتخبي الولاية من حملات تدعو خاصة فئة الشباب إلى الحكمة والتعقل وحل المشاكل بالحوار مع السلطات المحلية، حسب ما صرح به رئيس المجلس الشعبي الولائي عمر دادي عدون. وأضاف نفس المسؤول أن (كل مواطني الولاية يدركون مسؤولياتهم في إحباط كل ما من شانه المساس بوحدة سكان الولاية). وحسب نفس المصدر تجرى السلطات العمومية ممثلة في والي الولاية اجتماعات دورية مع الأعيان والعقلاء وممثلي الشباب للاستماع إلى المشاكل المطروحة والحلول الممكنة. وأضاف نفس المتحدث أنه تم اليوم بمقر الولاية اجتماع مابين الوالي السيد محمود جامع وأعيان الولاية ووممثلين عن فعاليات المجتمع المدني لهذا الغرض. كما تتواصل قوافل المواطنين القادمين من مختلف ولايات إلى غرداية في اطار مساعي اصلاح ذات البين حيث سجل اليوم وصول وفد من الكشافة الاسلامية الجزائرية بسدي بلعباس وكذا جمعيات محلية بسطيف وبرج بوعريريج. ولنفس الغرض كثف وفد من اطارات المديرية العامة للأمن الوطني من حملاته الجوارية بعدد من بلديات وأحياء الولاية كبلديات بريان والقرارة وغرداية وبنورة. وتهدف هذه الحملات حسبما صرح به العميد الأول جيلالي بودالية مسؤول خلية الاعلام والصحافة بالمديرية إلى (نسج اتصالات) مع جمعيات وشباب الولاية قصد وضع ترتيبات الاسبوع الاعلامي للشرطة المزمع تنظيمه بالولاية قريبا. ويتضمن برنامج الأسبوع حسب نفس المصدر" تعزيز مبادئ ووسائل الوقاية من العنف وحوادث المرور ومخاطر المخذرات كما يتضمن كذلك حملة واسعة للتعريف (بآليات وشروط) التوظيف بالأمن الوطني. وسجلت مصادر محلية عودة مظاهر الحياة بولاية غرداية بصفة كلية بما في ذلك بلدية بريان وسط تعزيزات أمنية فرضتها عناصر الشرطة والدرك الوطني.ولا تخلو مدينة غرداية وضواحيها من صور التضامن والتآزر بين مواطنيها في مقدمتها حملات التنظيف التي يقوم بها شباب الأحياء بالتنسيق مع مصالح النظافة.