جدد سكان حي بن قويدر ببن طلحة بلدية براقي، مطالبهم للسلطات المحلية الولائية بالالتفات إلى انشغالاتهم حول الوضعية المزرية التي يتخبطون فيها جراء غياب أدنى ضروريات العيش الكريم. وفي حديثهم مع (أخبار اليوم) أكد هؤلاء السكان أن حيهم الذي يقع ضمن الأحياء القصديرية لبن طلحة يعاني من عدة مشاكل. تعتبر العائلات القاطنة هناك ضحية العشرية السوداء واللاأمن الذي عاشته البلاد سنوات التسعينيات، وهي تعاني من أزمة سكن مازالت قائمة إلى يومنا هذا فقد عبر هؤلاء القاطنين بالحي عن مدى تذمرهم من إقامتهم في تلك المنازل التي أصبحت غير صالحة للعيش حسبهم ، وأنهم داخلها يشعرون بأنواع الذل ويتذوقون مرارة تلك المعيشة الحيوانية والبدائية التي لا يتحملها آدميين، وفي السياق ذاته قالت إحدى القاطنات إننا نحيا حياة الحيوانات معبرة عن مدى إجحاف وتهميش السلطات لمعاناتهم التي طالت، واصفة وضعيتهم بالبائسة وأردفت قائلة إننا بؤساء فوق الأرض بالمعنى الأصح، وأضافت أن المنازل التي تم تشييدها بالقصدير والزنك أثقلت كاهلهم جراء غياب أدنى ما يحتاجه الإنسان للعيش من ماء وكهرباء وغاز، ناهيك عن غياب قنوات صرف المياه التي تعد مصدر العديد من المشاكل على غرار انتشار المياه القذرة والتي تتسبب في روائح لا تحتمل مما ينجر عنها تعرض هؤلاء السكان للأمراض والأوبئة التي باتت تتقاسم معهم الحياة في تلك البقعة المعزولة التي تتواجد في حالة أقل ما يقال عنها أنها كارثية. وفي سياق حديثهم أضاف هؤلاء أن غياب قنوات الصرف الصحي واعتماد هؤلاء السكان الذي زاد عددهم في السنوات الأخيرة على الشبكة البدائية والتقليدية، نتج عنها حدوث تسربات للمياه القذرة، وتلك التراكمات للنفايات والأوساخ تسبب في انتشار البعوض والذباب، والتي غالبا ما تسببت للكثير من الأطفال بأمراض جلدية نتيجة لسعات الحشرات السامة وتلوث الحي، خصوصا أن هؤلاء لا يعرفون مكان آخر للعب غير تلك القاذورات والأوساخ. ولم تنته المشاكل عند هذا الحد، بل يضاف إليها مشكل آخر لا يقل أهمية عن سابقيه وهو غياب المياه وشبكة الطرق فهؤلاء السكان يعانون المرارة مع غياب شبكة الطرق، حيث تتوفر في الحي مسالك ترابية تعيق المارة بسبب تلك الحفر والمطبات، وبالنسبة للمياه فهؤلاء يضطرون في كل مرة إلى قطع كيلومترات من أجل جلب المياه من الأحياء المجاورة، ناهيك عن غياب شبكة الكهرباء التي اضطر الكثير منهم إلى إيصالها بطريقة فوضوية، تشكل خطرا عليهم في أية لحظة، وكل هذه العراقيل خلقت مشاكل يومية لا تعد ولا تحصى حولت حياتهم إلى جحيم بكل ما تحمله الكلمة من معان. ولإنهاء تلك المعاناة التي يتكبد فيها هؤلاء السكان منذ أزيد من 18 سنة. ناشدت تلك العائلات السلطات المعنية وعلى رأسها رئيس الجمهورية بإنصافهم وترحيلهم إلى سكنات لائقة لتعيد المعنى لحياتهم التي قالوا عنها أنها بلا معنى في تلك البقعة القذرة التي يتقاسمونها مع الجرذان والحشرات بكل أنواعها، فضلا عن الهوان وحياة (الميزيرية) داخل تلك الإسطبلات التي لا تصلح لإيواء حتى الحيوانات على -حد تعبيرهم-.