لازال سكان حي بن قويدر ببن طلحة بلدية براقي يعانون التهميش والعزلة جراء الوضعية المزرية التي يتخبطون فيها وغياب أدنى شروط الحياة الطبيعية، ومازاد الوضع تفاقما هو الغياب التام للسلطات المعنية إزاء المعاناة اليومية التي يعيشونها. وقد أكد هؤلاء السكان أن حيهم الذي يقع ضمن الأحياء القصديرية لبن طلحة يعاني عدة أزمات كباقي الأحياء القصديرية التي تجتمع فيه أسرٌ تكون في الغالب ضحية العشرية السوداء واللاأمن الذي عاشته البلاد في تلك الفترة العصيبة، ناهيك عن أزمة السكن التي مازالت قائمة إلى يومنا هذا، فحسب ما أعرب عنه هؤلاء القاطنون بالحي فإن منازلهم أصبحت غير صالحة للعيش، وأنهم داخلها يشعرون بالذل ويتذوقون مرارة تلك المعيشة التي لا تتقبلها حتى الحيوانات على حد تعبير هؤلاء. فتلك المنازل التي تم تشييدها بالقصدير والحطب يعيش فيها هؤلاء حياة صعبة تثقل كاهلهم جراء غياب أدنى ما يحتاجه الإنسان للعيش من ماء وكهرباء وغاز، ناهيك عن غياب قنوات صرف المياه التي تعد مصدر العديد من المشاكل على غرار انتشار المياه القذرة والتي تتسبب في روائح لا تحتمل مما ينجر عنها تعرض هؤلاء السكان للأمراض والأوبئة التي باتت تتقاسم معهم الحياة في تلك المنطقة المعزولة التي تتواجد في حالة أقل ما يقال عنها إنها كارثية. وفي سياق حديثهم أضاف هؤلاء أن غياب قنوات الصرف الصحي واعتماد هؤلاء السكان الذي زاد عددهم في السنوات الأخيرة على الشبكة البدائية والتقليدية، نتج عنها حدوث تسربات للمياه القذرة، وذلك التراكم للنفايات والأوساخ تسبب في انتشار مختلف الحشرات، والتي غالبا ما تسببت للكثير من الأطفال بأمراض جلدية نتيجة لسعات الحشرات السامة وتلوث الحي، خصوصا أن هؤلاء لا يعرفون مكانا آخر للعب غير تلك القاذورات والأوساخ. وإذا تحدثنا عن مشاكل غياب المياه واهتراء الطرق فالمشكل لا يختلف عن سابقيه، فهؤلاء السكان يعانون المرارة مع غياب شبكة الطرق، حيث تتوفر في الحي مسالك ترابية تعيق المارة بسبب تلك الحفر والمطبات، وبالنسبة للمياه فهؤلاء يضطرون في كل مرة إلى قطع كيلومترات من أجل جلب المياه من الأحياء المجاورة، ناهيك عن غياب شبكة الكهرباء التي اضطر الكثير منهم إلى إيصالها بطريقة فوضوية، تشكل خطرا عليهم في أية لحظة، وكل هذه المعوقات صنعت ما قالوا عنه هؤلاء جحيم الحياة. ولإنهاء تلك المعاناة التي يتخبط فيها هؤلاء السكان منذ أزيد من 20 سنة ناشدت تلك العائلات السلطات المعنية وعلى رأسها رئيس الجمهورية إنصافهم وترحيلهم إلى سكنات لائقة لتعيد المعنى لحياتهم التي قالوا عنها إنها بلا معنى في تلك المنطقة المعزولة القذرة التي يتقاسمونها مع الجرذان والحشرات بكل أنواعها.