لازال سكان حي بن قويدر ببن طلحة في بلدية برّاقي بالعاصمة يعانون جملة النّقائص والتهميش والصّمت المطبق الذي تنتهجه السلطات المحلّية اتجاه انشغالاتهم العالقة، حيث أن هذه الأخيرة تتجاهل الردّ على طلباتهم وانشغالاتهم حول الوضعية الكارثية والقاسية التي يتخبّطون فيها جرّاء غياب أدنى ضروريات العيش الكريم. في اتّصالهم ب (أخبار اليوم) أكّد هؤلاء السكان أن حيّهم يعاني عددا من المشاكل والأزمات منذ أكثر من 15 سنة داخل بيوت هشّة شبيهة بإسطبلات للحيوانات التي تجتمع فيه أسر تكون في الغالب ضحّية العشرية السوداء واللاّ أمن الذي عاشته البلاد في تلك الفترة، ناهيك عن أزمة السكن التي مازالت قائمة إلى يومنا هذا. فحسب ما أعرب عنه هؤلاء القاطنون بالحي فإن منازلهم أصبحت غير صالحة للعيش، وأنهم داخلها يحسّون بالذلّ ويذوقون مرارة تلك المعيشة التي لا تتقبّلها حتى الحيوانات، على حدّ تعبيرهم· فتلك المنازل التي تمّ تشييدها بالصفيح والحطب يعيش فيها هؤلاء حياة أقلّ ما يقال عنها إنها كارثية أثقلت كاهلهم جرّاء غياب أدنى ما يحتاجه الإنسان للعيش الكريم من ماء وكهرباء وغاز، ناهيك عن غياب قنوات صرف المياه التي تعدّ مصدر العديد من المشاكل على غرار انتشار المياه القذرة التي تتسبّب في روائح لا تحتمل، ممّا ينجرّ عنها تعرّض هؤلاء السكان للأمراض والأوبئة التي باتت تتقاسم معهم الحياة في ذلك الموقع المنسي والمعزول الذي يتواجد في حالة صعبة ومأساوية للغاية· وفي سياق حديثهم أضاف هؤلاء أن غياب قنوات الصّرف الصحّي واعتماد هؤلاء السكان الذي زاد عددهم في السنوات الأخيرة على الشبكة البدائية والتقليدية نتج عنها حدوث تسرّبات للمياه القذرة، وتلك التراكمات للنّفايات والأوساخ تتسبّب في انتشار البعوض والذباب، والتي غالبا ما تسبّبت للكثير من الأطفال في أمراض جلدية نتيجة لسعات الحشرات السامّة وتلوّث الحي، خصوصا وأن هؤلاء لا يعرفون مكانا آخر لّلعب غير تلك القاذورات والأوساخ، ناهيك عن مشاكل غياب المياه وشبكة الطرق. فالمشكل لا يختلف عن سابقيه، فهؤلاء السكان يعانون المرارة مع غياب شبكة الطرق، حيث تتوفّر في الحي مسالك ترابية تعيق المارّة بسبب تلك الحفر والمطبّات في فصل الشتاء، وبالنّسبة للمياه فهم يضطرّون في كلّ مرّة إلى قطع كيلومترات من أجل جلب المياه من الأحياء المجاورة، ناهيك عن غياب شبكة الكهرباء التي اضطرّ الكثير منهم إلى إيصالها بطريقة عشوائية تشكّل خطرا عليهم في أيّ لحظة، وكلّ هذه الظروف حوّلت حياتهم إلى جحيم بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى. ولإنهاء تلك المعاناة التي يتكبّدها هؤلاء السكان منذ أزيد من 15 سنة ناشدت تلك العائلات السلطات المحلّية والولائية بإنصافهم وترحيلهم إلى سكنات لائقة تحفظ ماء الوجه والكرامة·