(توفي حتى الآن أربعة أطباء يعملون في غرف العناية المركزة، بعد أن انتقلت إليهم العدوى من المرضى المصابين بفيروس إتش1إن1 المعروف باسم إنفلونزا الخنازير، ويوميا هناك وفيات بهذا المرض، لكن وزارة الصحة متكتمة تماما). بهذه الكلمات عبّر مصطفى البنا طبيب بمحافظة الدقهلية عن تخوف الأطباء من إصابتهم بالمرض في ظل ضعف الإمكانات الطبية بالمستشفيات الحكومية. وأضاف البنا أن هناك تحورا في فيروس إنفلونزا الخنازير بدأ في محافظة الدقهلية هو الذي أدى لارتفاع نسبة الوفيات، مُطالبا الوزارة باتخاذ كل الإجراءات الاحترازية المختصة بالأوبئة، والحد من تصريحاتهم التي تهون منه، والكشف عن النتائج الحقيقية لعيّنات تحاليل الأطباء المتوفين. من جانبه، أعلن مستشار منظمة الصحة العالمية للطب الوقائي بالقاهرة، الدكتور نصر طنطاوي وفاة 14 حالة بعد إصابتهم بإنفلونزا الخنازير، بينهم أربعة أطباء، وأن عدد حالات الإصابة بالفيروس في مصر بلغ 45 حالة منذ جانفي الماضي. وأوضح طنطاوي في بيان رسمي أن إجمالي الحالات التي اشتبه بها الشهر الماضي 107 حالات، وأثبتت نتائج التحاليل إيجابية 45 منها، وفي انتظار نتائج باقي العيّنات التي تجرى في المعامل المرجعية بوحدة الأبحاث الأميركية (نمرو) لضمان نزاهة النتائج. وتابع أن الأطباء ماتوا بسبب تعرضهم للعدوى بجانب إصابتهم بأمراض أخرى، حيث كانت هناك طبيبة مصابة بتسمّم حمل، كما تعرض طبيب للإصابة من العيادة الخارجية. وبعد صمت دام شهرين، اعترف المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، الدكتور أحمد كامل، لأول مرة بوفاة 16 حالة، وإصابة 172 حالة أخرى منذ ديسمبر 2013، بسبب إصابتهم بفيروس إنفلونزا الخنازير. ونفى في تصريحات صحفية وفاة أي من الأطباء بسبب إصابتهم بإنفلونزا الخنازير، مشيرا إلى وجود حالتي إصابة فقط بين الأطباء، الأولى لطبيبة تدعى نجلاء فتحي وشفيت من المرض، والثانية لأحمد الشوادفي ولا يزال يخضع للعلاج في مستشفى قصر العيني وسط القاهرة. وقال كامل (إن جميع العاملين بمستشفيات الحميات والصدر وغرف العناية المركزة على مستوى الجمهورية حصلوا على تطعيم ضد إنفلونزا الخنازير)، مُشددا على قيام الوزارة بتزويد جميع المستشفيات بمصل (التاميفلو الخاص بعلاج إنفلونزا الخنازير)، بالإضافة لاتخاذ كل الإجراءات الاحترازية لمنع حدوث العدوى، والتأكيد على مديري المستشفيات بالفصل بين الحالات المصابة والسليمة. أمين صندوق نقابة الأطباء الدكتور خالد سمير، أكد أن تسعة أطباء تعرضوا للإصابة بالمرض، توفي منهم أربعة، مشيرا إلى أن تعامل وزارة الصحة مع الحالات غير موضوعي، والأكثر من ذلك هو صدور بيانات تتهم الأطباء المتوفين بالإهمال قبل موتهم. وكشف سمير في تصريحات صحفية أن النقابة حذرت وزارة الصحة وطالبتها بالإعلان عن وجود المرض قبل ثلاثة أسابيع، لكنها تجاهلت هذا التحذير دون أسباب منطقية. أما عضو حركة أطباء من أجل مصر أسامة عبد العزيز فقد حذر من انتشار فيروس إنفلونزا الخنازير، مناشدا مديريات الصحة وكل المستشفيات باتخاذ كل إجراءات السلامة ومكافحة العدوى وتوفير الأدوات اللازمة للحفاظ على حياة الأطباء وصحتهم وحماية المجتمع المصري كله من تفشي هذا الوباء. وتساءل عن أسباب تكتم وزارة الصحة على انتشار المرض شهرين كاملين رغم سقوط ضحايا، مشددا على ضرورة إنشاء مركز متخصص لدراسة الفيروسات التي تهاجم المصريين وعلى الأخص الطفرات الجديدة لفيروس الخنازير والطيور.