أحيت الجزائر اليوم العالمي لمكافحة السرطان بتنظيم مهرجانات واحتفاليات شاركت فيها جمعيات وفعاليات المجتمع المدني التي نادت كلها بمكافحة المرض والتكفل بحاملي المرض الخطير ككل سنة، لكن الواقف على أرض الواقع يتحسس المعاناة المريرة لهؤلاء المرضى الذي نخر المرض أجسادهم والذي أضحى يمس مختلف الشرائح والفئات من الرضع إلى الأطفال إلى الشباب والشيوخ والعجائز، وأضحت الجزائر تسجل 45 ألف حالة جديدة سنويا. نسيمة خباجة واقع مخيف يدعو إلى دق ناقوس الخطر وأخذ المشكل على محمل الجد من أجل التكفل بالمصابين الذين يصادفون عراقيل تؤدي إلى تقدم مراحل مرضهم واستعصائه من مرحلة إلى أخرى بسبب عدم التكفل الجدي والسريع بالمرض من طرف المصالح المختصة. فالبيروقراطية التي تملأ مستشفياتنا مست حتى تلك الفئة المغلوبة على أمرها والتي تعاني من مرض خطير نخر جسدها وأسقط معنوياتها، فمرض السرطان هو الآخر معاناته لا تختلف على حاملي الأمراض الأخرى ويوضعون في نفس الكفة على الرغم من خطورة المرض الذي يرتبط بعامل الوقت ولا تحتمل أعراضه الخطيرة التأجيل لأنه مرض يتفاقم بشكل سريع في جسد الإنسان، فالمصابون ليسوا بحاجة إلى تلك المهرجانات الروتينية المقامة سنويا، بل إلى نقل معاناتهم والتكفل بهم ودراسة مشاكلهم العويصة لاسيما وأن الكثير منهم يفدون من مختلف الولايات البعيدة وتجبرهم الظروف على التنقل إلى مستشفيات العاصمة بغية التداوي والبحث عن بصيص أمل يزرعه الأطباء فيهم، إلا أنهم يكابدون أوجاعا أخرى لا يصنعها القدر في هذه المرة وإنما بيروقراطية المستشفيات و يصطدمون بالكثير من العوائق الإدارية التي تحطم معنوياتهم وتزيد من آلامهم. ووجب أن لا ننكر أن الجزائر قطعت شوطا كبيرا في التكفل بالمرضى وهو ما فرضته الإحصائيات والأرقام المرعبة للمرض الذي بات يتفاقم في الجزائر إلا أن النقائص لازالت تحيط ببعض المرضى بسبب تأخر المواعيد الطبية مما يعطي الفرصة لتفاقم المرض وتقدم مراحله وارتفاع إحصائيات الوفيات من جراء المرض. حميدة كتّاب: الأرقام مخيفة للغاية وفي حديث للسيدة حميدة كتاب الأمينة العامة لجمعية الأمل لمساعدة مرضى السرطان بمركز بيار ماري كوري بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السرطان نوهت بخطورة الوضع بسبب تزايد المرض في الجزائر، وكشفت الإحصائيات الأخيرة عن اكتشاف أزيد من 45 ألف حالة جديدة مصابة بالسرطان في الجزائر سنويا مما ينذر بالخطر ويدعو إلى وضع آليات ومخططات عاجلة لأجل التكفل بالمرضى بسبب الأرقام المخيفة المعلنة، بحيث لازال المريض بالسرطان في معاناة مستمرة مع أعراض مرضه المستعصي وغياب التكفل الجدي والسريع وتأخر المواعيد الطبية التي تكون بعد سنوات، إلى جانب العديد من العراقيل بدءا من التشخيص ووصولا إلى مراحل العلاج من حيث نقص الأشعة والتحاليل وأجهزة السكانير بالمستشفيات، وعادة ما يدفع بالمريض إلى القطاع الخاص لإجراء الأشعة والتحاليل وحتى العمليات الجراحية بمبالغ خيالية، لاسيما مع التماطل المعلن بالمشافي العمومية، بحيث عادة ما تكون المواعيد مؤجلة حتى بعد سنتين، وهو مشكل متكرر في مرحلة العلاج بالأشعة كخطوة ضرورية في مداواة مرضى السرطان، وطالبت كرئيسة جمعية بإعادة النظر في طرق التكفل وتحسينها لاسيما وأن المرض هو في تزايد رهيب في الجزائر وأصبح واقع مخيف، وحثت على ضرورة التشخيص المبكر ووضع آليات لكشف المرض قصد التخفيف من الوفيات، كما نادت بضرورة أخذ المشكل على محمل الجد، فالسرطان هو مرتبط بعامل الوقت ولا تحتمل كافة مراحله التأجيل الذي ينقلب بالسلب على المصاب بالمرض.