كشف تقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة هذا الداء، أنه من المتوقع أن تشهد الدول النامية خلال السنوات المقبلة ارتفاعا ملموسا في معدلات الإصابة بمرض السرطان بسبب تبنيها أنماط الحياة الغربية. وأفاد التقرير -الذي أصدرته المنظمة عن مرض السرطان في العالم- بأنه من المتوقع أن يرتفع عدد حالات الإصابة الجديدة بمرض السرطان التي يتم تشخيصها، والتي بلغت 14 مليون حالة عام 2012- إلى 25 مليون حالة سنويا خلال العقدين المقبلين. وأضاف التقرير أن الدول ذات الدخل المنخفض إلى المتوسط، بما في ذلك دول آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، ستكون الأكثر تأثرا بهذه الزيادة. وقالت مديرة المنظمة مارغريت تشان في التقرير إن الزيادة في استخدام التبغ واستهلاك الخمر والأغذية المصنعة وقلة النشاط البدني تعني أن معدلات الوفاة الناجمة عن الإصابة بمرض السرطان ستكون أعلى في الدول النامية. وأضافت أن غياب وسائل الاكتشاف المبكر للمرض وسبل الحصول على العلاج هي أيضا من ضمن أسباب الوفيات الناجمة عن أمراض السرطان. وفي الوقت الحالي، يقع أكثر من 60 بالمائة من إجمالي حالات الإصابة بالسرطان في العالم في أفريقيا وآسيا وأميركا الوسطى والجنوبية. وتشهد هذه المناطق أيضا 70 بالمائة من وفيات مرضى السرطان في العالم. وأظهر التقرير أن المناطق ذات الدخل المرتفع أيضا مثل الولاياتالمتحدة ودول غرب أوروبا ليست مجهزة بما يكفي لمواجهة مشكلة ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان، وليس الدول النامية وحدها. وطرح التقرير العديد من السياسات لمواجهة الزيادة في حالات الإصابة بالسرطان بما في ذلك فرض ضرائب أعلى على المنتجات الغذائية غير الصحية. العقاقير وحدها لا يمكنها هزيمة السرطان والوقاية ضرورية قالت منظمة الصحة العالمية، في تقرير لها، إنه ينبغي على الحكومات استخدام اللقاحات وسياسات الصحة العامة الوقائية بصورة أفضل في مكافحة السرطان لأن العلاج وحده لا يمكنه التصدي للمرض. وأكدت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية أن الإصابة بالسرطان تتزايد بوتيرة مثيرة للقلق في جميع أنحاء العالم، وأن هناك حاجة إلى خطط جديدة للتصدي للمرض المميت في بعض الأحيان والمكلف غالبا. وفي لندن، قال مدير الوكالة الدولية لأبحاث السرطان كريستوفر وايلد -والمحرر المشارك في وضع التقرير السنوي حول السرطان في 2014 الذي تصدره الوكالة- إن من الصعب الاعتقاد بأن أسلوبنا هذا يمكن أن يساعد في التغلب على مشكلة السرطان، إذ إنه ليس كافيا وحده. وأضاف في تصريح للصحفيين أن هناك حاجة ماسة إلى مزيد من الالتزام بطرق الوقاية والاكتشاف المبكر. ويتعاون قرابة 250 عالما من أكثر من أربعين دولة في وضع التقرير العالمي لمرض السرطان الذي يصدر كل خمس سنوات تقريبا. وقال التقرير إن الحصول على عقاقير فعالة ورخيصة نسبيا لمرض السرطان سيخفض إلى حد كبير معدلات الوفاة حتى في الأماكن التي تكون فيها خدمات الرعاية الصحية أقل تطورا. وتتسبب التكلفة المرتفعة لعلاج السرطان في أعباء اقتصادية حتى للدول الغنية، ولا تستطيع الدول الفقيرة تحملها في الأغلب. وقُدر إجمالي التكلفة الاقتصادية السنوية للسرطان عام 2010 بحوالي 1.16 تريليون دولار. لكن وايلد قال للصحفيين إنه يمكن تجنب قرابة نصف حالات الإصابة بالسرطان إذا جرى تطبيق إجراءات الوقاية المعروفة حاليا بصورة صحيحة. وقال التقرير إن أكثر من 60 بالمائة من إجمالي حالات الإصابة في العالم تحدث في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية والوسطى، وإن نحو 70 بالمائة من حالات الوفاة بالسرطان في العالم تحدث في هذه المناطق. ويزداد هذا الواقع سوءا في الدول الأفقر بسبب الحاجة إلى وسائل الاكتشاف المبكر للمرض والحصول على العلاج.