أرجع تقرير منظمة الصحة العالمية العامل الثقافي والاجتماعي في الجزائر إلى عدم إقبال المرأة الجزائرية على الاستئصال أو رفضها له، حيث أن الارتفاع الكبير للوفيات بسبب تأخر الكشف عن السرطان وما يرتبه العلاج من تكاليف باهظة. أظهرت آخر تقارير منظمة الصحة العالمية عن مرض السرطان، ارتفاعاً في عدد الوفيات جراء الإصابة بالمرض في مختلف أنحاء العالم إلى 8.2 مليون شخص، مع زيادة حادة في حالات الإصابة بسرطان الثدي في الدول النامية، والذي أرجعت اسبابه إلى أنماط الحياة اليومية. وبين تقرير الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية والذي صدر أمس الأول، أن أعداد الوفيات جراء المرض والتي سجلت العام الماضي، بلغت 8.2 مليون حالة، مقارنة مع 7.6 مليون في المسح الذي اجري عام 2008م، فيما تسبب سرطان الثدي وحدة، في وفاة 522 ألف امرأة العام الماضي، وبزيادة بلغت 14 في المائة خلال نفس الفترة. وأوضحت الوكالة والتي تقوم بجمع بيانات المرض في العالم، أن نحو 14.1 مليون شخص اصيبوا بالسرطان في عام 2012م، وذلك ارتفاعاً من 12.7 مليون عام 2008م، فيما تم تشخيص إصابة 1.7 مليون امرأة بسرطان الثدي العام الماضي بزيادة تجاوزت 20 في المائة عن عام 2008م. ووجد التقرير والذي يرصد عدد الإصابات ل 28 نوعاً من السرطان في 184 دولة ويقدم نظرة شاملة عن حالات الإصابة بالسرطان عالمياً، وجد أن أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين الرجال والنساء معاً، كان سرطان الرئة والكبد والقولون. وتوقع باحثو الوكالة الدولية لأبحاث السرطان في التقرير، زيادة كبيرة في حالات الإصابة بالسرطان عالمياً، وأن تشهد حالات الإصابة الجديدة السنوية زيادة إلى 19.3 مليون بحلول عام 2025م، مع زيادة أعداد وأعمار سكان العالم. ويوضحون أن ارتفاع معدلات التدخين والبدانة، فضلاً عن زيادة متوسط الأعمار، تسبب في انتشار المرض، خاصة وأن سرطان الرئة، الناتج غالباً عن التدخين، أصبح أكثر الأنواع شيوعاً بين مختلف أنواع السرطان، مع إصابة 1.8 مليون شخص بهذا النوع، وهو ما يعادل 13 بالمائة من إجمالي عدد الإصابات. فيما رصدت منظمة الصحة العالمية زيادة حادة في حالات الإصابة بسرطان الثدي، مع ارتفاع عدد حالات الإصابة والوفاة منذ عام 2008م، ليصبح هذا النوع من السرطان، الأكثر شيوعاً بين النساء في 140 دولة. ويؤكد الباحث في الهيئة الدولية لبحوث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية ديفيد فورمان إن ”سرطان الثدي يعتبر أحد الأسباب الرئيسية التي تفضي إلى الوفاة في الدول الأقل نمواً”. ويعزى ذلك وفقاً لفورمان، إلى التغير في نمط الحياة والذي يتسبب بدوره في ارتفاع أعداد المصابين، فضلاً عن جانب آخر يتمثل في عدم توفر الإمكانات الطبية المتقدمة للنساء في هذه المناطق”. ووفقاً لإحصاءات منظمة الصحة العالمية والتي تؤكد الحاجة الملحة لتوفير سبل متقدمة تكفل اكتشاف المرض وتشخيصه وعلاجه في الدول النامية، فإن الدول العربية تأتي في المرتبة الرابعة عالمياً من حيث نسبة الوفيات المرتبطة بالمرض، مع الإشارة إلى معاينة مليون إصابة بسرطان الثدي في العالم سنوياً، ينتهي نصفها بالوفاة.