كان عز الدين الجلدكي من أشهر علماء القرن الثامن الهجري في علوم النبات ومجال الكيمياء، وهو الرائد الذي ابتكر قانون النسب الثابتة في الاتحاد الكيميائي. هو عز الدين أيدمر ”عيدمر” علي الجلدكي، واختلفت كتب التراجم في تاريخ مولده، ينتمي إلى قرية جلدك بالقرب من مشهد الرضا في خراسان بإيران، ونشأ الجلدكي محباً للعلم، تحصيلا ونشرا، وعكف على الاطلاع على كل ما وصلت إليه يداه من مؤلفات الكيمياء، وقرأها قراءة نقدية، وكان مبهورا بجابر بن حيان، حتى أنه كان يذكره ب “الإمام”، وقد جمع من مؤلفاته 42 مؤلفا درسها وناقشها. كما قرأ للرازي وغيره من علماء الإسلام، ووضع تعليقات عديدة وتفسيرات كثيرة لبعض النظريات والمسائل الغامضة في الكيمياء. واشتهر بحرصه على صحة النقل، ومن هنا فإن مؤلفاته ذات قيمة عالية عند مؤرخي العلوم. كما أن جمعه لمؤلفات السابقين في الكيمياء وحفظه لها وتحليله لمحتواها حفظ الكثير من التراث الذي ضاع منها. عاشق الكيمياء وكان الجلدكي أيضاً مغرما بالعلوم الطبيعية والنبات، إلى جانب عشقه للكيمياء، والحرص على التبحر في مباحثها والاطلاع على الكتب الأمهات، حتى أنه لم يترك كتابا في الكيمياء إلا واطلع وعلق عليه. وعرف بالجود والكرم والورع ونشر العلم ورعاية النابغين والنابهين، وكان يفتح بيته لطلاب العلم، وصدره لمن يستفتيه أو يستوضحه في مسائل الكيمياء أو في الفروع الأخرى من المعرفة، فنقل عنه حاجي خليفة في كتابه ”كشف الظنون” ما نصه: “ومن شروط العلم ألا يكتم ما علمه الله تعالى، من مصالح يعود نفعها على الخاص والعام”، وتميز الجلدكي في الكتابة بأسلوب راق صعب المنال، يتهمه البعض أحياناً بأنه أسلوب أقرب إلى الطلاسم عند القارئ العادي، ولكن لا عيب في هذا، فالجلدكي كان يكتب للمتخصصين في مجال الكيمياء. قانون النسب الثابتة ويذكر “مانوشهر تسليمي” في رسالته للحصول على درجة الدكتوراه من جامعة لندن في عام 1954 أن الجلدكي قضى في رحلاته العلمية سبعة عشر عاما، وأنه أول من عرف مدرسة “أبوتيج” الكيميائية التي يتزعمها المتصوف الكيميائي الطبيب ذو النون المصري، إذ اشتهرت مدينه “أبوتيج” في مصر بمناخها العلمي والصناعي. وضع الجلدكي اللبنة الأساسية لابتكار “قانون النسب الثابتة” في الاتحاد الكيميائي، وشرحه شرحا مفصلا اعتمد عليه كل من كبلر وجاليليو ونيوتن في دراساتهم، وهو القانون الذي ادعاه لنفسه زورا جوزيف برواست الذي وُلد بعد الجلدكي بخمسة قرون، وطوَّر الجلدكي طريقة كيميائية لفصل الذهب عن الفضة بواسطة حمض النيتريك، وهي طريقة لا تزال تستعمل حتى اليوم. وأعطى وصفا مفصلا لطريقة الوقاية والاحتياطات اللازمة من خطر استنشاق الغازات الناتجة عن التفاعلات الكيمائية، وبذلك يكون أول من فكر في ابتكار واستخدام الكمامات في معامل الكيمياء. وامتدت إسهاماته إلى دراسة القلويات والأحماض دراسة عميقة مكنته من تقديم بعض التحسينات على طريقة صناعة الصابون التي كانت معروفة آنذاك. وشرح طريقة التقطير التي تستعمل حاليا، مثل أوراق الترشيح والتقطير تحت الحمام المائي، والتقطير المزدوج. وكان أول من قال ان المادة تعطي لونا خاصا بها عند احتراقها. كما بحث في مجالات مختلفة، إضافة إلى الكيمياء والنبات، مثل الميكانيكا، وعلم الصوت، والتموج الهوائي والمائي. ووضع تعليقات وشروحا وتصحيحات لكثير من كتب الكيمياء التي ألفها من سبقه من علماء الغرب، وقد أكثر في هذا إلى حد اتهمه الدكتور مانوشهر تسلمي، بأنه ناقل لعلوم غيره، شارح لها كما يشرح الفقيه مذاهب غيره. عشرون مؤلِّفاً وكان الجلدكي على علم بالتركيب الإلكتروني للذرة، إذ شبهها بالمجموعة الشمسية في شِعر شهير له ووضع الكثير من الكتب العلمية التي تم تداولها في العديد من مكتبات العالم، ولكن لا يزال معظمها على شكل مخطوط، وألف أهم كتبه فى الكيمياء وهو “ البدر المنير في معرفة أسرار الإكسير “ في دمشق عام 739ه /1339م، وألف كتابا آخر، هو “ نتائج الفكر في أحوال الحجر “ في القاهرة عام 741ه /1341م، ويبدو أنه كان كثير التنقل بين القاهرةودمشق. وذكر جورج سارتون في كتابه “المدخل إلى تاريخ العلوم” مؤلفاته الخاصة في مجال الكيمياء، وهى عشرون مؤلفاً، منها “البدر المنير في خواص الإكسير” و”بغية الخبير في قانون طلب الإكسير” و”البرهان في أسرار علم الميزان” و”الجوهر المنظوم والدر المنثور” و”المصباح في علم المفتاح” و”نهاية الطلب في شرح المكتسب في زراعة الذهب” و”درة الخوّاص وكنز الاختصاص في معرفة الخواص” و”التقريب في أسرار التركيب” و”الدر المكنون في شرح قصيدة ذي النون” الكيميائي المتصوف وكتبه في القاهرة عام 1342م، وكتاب “سر الحكمة في شرح كتابه الرحمة” و”شمس المنير في تحقيق الإكسير”، و”الرحمة” في الكيمياء، و”نهاية الطلب في شرح الكتب في صناعة الذهب” الذي استسقى مادته من كتاب أبي القاسم العراقي “المكتسب في زراعة الذهب” و”شرح قصيدة أبي الأصبع” و”شرح الشمس الأكبر” لباليناس. واختلفت المصادر التاريخية في تاريخ وفاته، وإن ذكرت بعض المراجع إنه توفي-رحمه الله- عام 743 ه /1342م، وذكر المستشرق الألماني ” كارل بروكلمان” انه توفي في عام 762 ه/ 1361 م. * وضع الجلدكي اللبنة الأساسية لابتكار “قانون النسب الثابتة” في الاتحاد الكيميائي، وشرحه شرحا مفصلا اعتمد عليه كل من كبلر وجاليليو ونيوتن في دراساتهم، وهو القانون الذي ادعاه لنفسه زورا جوزيف برواست الذي وُلد بعد الجلدكي بخمسة قرون، وطور الجلدكي طريقة كيميائية لفصل الذهب عن الفضة بواسطة حمض النيتريك، وهي طريقة لا تزال تستعمل حتى اليوم. * طوَّر الجلدكي طريقة كيميائية لفصل الذهب عن الفضة بواسطة حمض النيتريك، وهي طريقة لا تزال تستعمل حتى اليوم. وأعطى وصفا مفصلا لطريقة الوقاية والاحتياطات اللازمة من خطر استنشاق الغازات الناتجة عن التفاعلات الكيمائية، وبذلك يكون أول من فكر في ابتكار واستخدام الكمامات في معامل الكيمياء. * كان الجلدكي على علم بالتركيب الإلكتروني للذرة، إذ شبهها بالمجموعة الشمسية في شِعر شهير له، ووضع الكثير من الكتب العلمية التي تم تداولها في العديد من مكتبات العالم، ولكن لا يزال معظمها على شكل مخطوط.