عندما قال المدرب الإيطالي ليبي بعد الخروج المذل من الدور الأول، وهو بطل العالم ''أتحمل المسؤولية كاملة''، فهم الناس أن أقصى ما يذهب إليه هو الاستقالة، وهي حتمية في مثل هذه الانتكاسات، رد عليه وزير إيطالي سليط اللسان ''عليك بإعادة راتبك كاملا·· ثم قل ما شئت''· والأمر نفسه ينطبق على مدربين آخرين أولهم الايطالي الآخر كابيلو الذي تنازل الإنجليز عن كبريائهم لأول مرة في التاريخ وأعطوه مقاليد المنتخب، ومعه 12 مليون أورو في العام الواحد·· وأكثر من هذا وقعوا معه عقدا إضافيا لمدة عامين شعورا منهم أن الرجل سيمنحهم كأس العالم وذهبية أولمبياد لندن 2012 بعد أن استمتعوا معه كثيرا في المباريات البيضاء·· والآن جاء وقت الحساب، فتعلق الرجل بقشة الحكم خورخي لاريوندا الذي لم ير شيئا، مثلما لم ير مساعده الكرة وهي تعبر خط المرمى·· وبذلك يكون كابيلو قد تفادى الحديث عن الرحيل من بلاد الضباب إلى غاية استرداد حقه من الألمان في 2014 ليسكت القيصر بيكنباور والشارع الإنجليزي المناوئ له·· ولأن النتائج هي التي تحدد مصير رؤوس المدربين في المونديال، بين أن توضع عليها التيجان، أو تقاد إلى حبل المشنقة، فإن الفرنسي دومينيك الذي لا يعرف من أي الأبواب خرج، كان يعرف أن السكاكين أعدت قبل المونديال، وانتظر الناس دور مارادونا، هذا الكائن الذي يشبه طائر الفينيق يموت فيبعث من رماده، فكلما ابتلع كميات من الكوكايين قال الناس متى يصلى عليه، إلى أن ظهر في هذا المونديال كواحد من المنافسين على اللقب بفوز في كل المباريات، ويواصل تحديه لمناوئيه بقوله ''ليذهبوا إلى الجحيم''، فيكذّب بذلك من قالوا إنه سيفشل، ويكون مصيره كالفرنسي والإيطالي· واعتقد الناس أن ديلبوسكي سيفشل في تحقيق حلم الأندلسيين بعد الأداء الباهت لرفاق توريس، لكن برغم الألم كان يخرج منتصرا، فيتجنب المقصلة· وإذا كان الخروج من الدور الأول ينتهي عادة بالإحالة إلى حبل المشنقة، بالنسبة للكبار، فإن في الدور الثاني يكون الأمر مختلفا، ويحظى المدربون بإمكانية مواصلة المشوار مع بعض التقدير، إلا إذا تعلق بتعهد بعضهم يقضي ببلوغ الدور الربع النهائي أو ما بعده·· فبقدر انتعاش بورصة اللاعبين في هذا المونديال، يكون المدربون في رادار كثير من المنتخبات الحالمة ببلوغ مونديال 2014 رغم إدراك كثير منهم أنه ''ما حك جلدك مثل ظفرك'' ولكم أن تنظروا كم مدربا وطنيا بلغ الربع النهائي، إذا استثنينا مدرب غانا الصربي راييفاتش الذي لاحظ العالم كيف أنه انزعج كثيرا لمواجهة منتخب بلده والفوز عليه، فرفض التعبير عن فرحه، لأن ذلك قد يفسر على أنه خيانة (··)·· وبقدر متعة الكرة، فإنها كثيرا ما تنتهي إلى·· مقصلة معنوية·