تغير في الوقت الحاضر مفهوم المرأة الماكثة بالبيت، فلم تعد تلك المرأة الجاهلة التي تقتصر مهامها على رعاية أبنائها والاهتمام بزوجها وكذا أشغال المنزل غيرها، بل تعدت ذلك، حيث أوجدت لنفسها مهنا كثيرة تمارسها إذ أضحت تنافس بها المرأة العاملة وتدر عليها المال عوض أن تبقى مكتوفة الأيدي تنتظر راتب زوجها. ومن بين هذه المهن نجد صناعة الحلويات وفتل أصناف من العجائن، إضافة إلى المهن القديمة كالخياطة، الطرز، هذا إلى جانب هناك بعض ربات البيت جعلت من منازلها دور حضانة للأطفال إذ اعتبرتها مصدر رزق خاصة وأن هذه المهنة الأخيرة لا تتطلب أية جهد بل اليقظة والصبر لا غير. وتكاد طاهيات الحلوى لا تلحقن على تلبية كل الطلبات خاصة أيام عيد الفطر والأعراس، إذ تلجأ معظم السيدات العاملات إلى الحجز لدى طاهية الحلوى، فالسيدة نعيمة التي تصنع الحلويات ببرج منايل استطاعت أن تجني من هذه المهنة الكثير من المال، ولكي تتمكن من تلبية الطلبات الكثيرة شغلت معها فتيات أو بعبارة أخرى متربصات إضافة إلى أبنائها الذين يساعدنها في جلب لها ما تحتاجه من علب، وبعض مستلزمات الحلويات، فهي تحاول اصطياد عصفورين بحجر، حيث تعمل على تكوين فتيات في هذا المجال مقابل أجر زهيد واللائي يساعدنها على انجاز الطلبات وبذلك تكون طاهية الحلوى وأن حققت الصيت تعد سيدة أعمال من الطراز الأول، فإن كان ثمن القطعة الواحدة يصل إلى 35 دج وطبعا مقدار "اللوز" توفره الزبونة فلك أن تتصور الربح الذي يعود على ماكثة البيت التي رغم تعبها في تصفيف القطعة أمام الأخرى العدد طبعا بالآلاف بالنسبة للأعراس فإنها تحقق ربحا فوق بكثير ما يوفره زوجها، إذ يصل في فترة الصيف إلى أكثر من 100 ألف دينار شهريا. حرفة أخرى تتبناها ماكثات بالبيت علهن أقل انطلاقا من طاهيات الحلوى والخياطات ولا يرغبن في تحويل بيوتهن إلى "ورشات" بل إلى دور حضانة حيث يقدمن على احتضان أطفال من مختلف الأعمار خاصة ما دون الثالثة لتفضيل أمهاتهن توفير بيت وحاضنة تعوض الأم عوض مربية الأطفال بالروضة والتي تعتني بأكثر من طفل واحد وقد تطورت الخدمة إلى استقبال المتمدرسين قصد تناول الغذاء وأخذ قسط من الراحة قبل العودة إلى المدرسة مجددا بما أن الأم تعمل والمدرسة الخاصة لا تقدر على مصاريفها. ومن بين السيدات اللواتي ينشطن في هذا المجال السيدة مريم، وهي أم لثلاثة أطفال أصغرهم في الرابعة ابتدائي تقول أنها تحضن عادة حتى ثلاثة رضع فقد تعودت على ذلك خاصة وأن بناتها يساعدنها على ذلك ومع مرور أكثر من 5 سنوات على عملها اكتسبت تجربة مع الأطفال وأصبحت بمثابة والدتهم. ومع أن الأرباح في خدمة الحضانة كثيرة فهي تعادل 3000 دج للطفل الواحد شهريا لكن الأكيد أن دخل الماكثات في البيت يساعد أزواجهن على تلبية متطلبات العيش دون إهمال أن العلاقة التي تنسج بين الحاضنة والطفل وحتى مع أولادها تصبح متينة لدرجة افتقاده والحنين إليه بعد تحويله إلى روضة الأطفال.