غزت الدراما الهندية كل البيوت وصارت تنافس الدراما التركية بعد أن انغمس الكل في الأحداث التي تبثها المسلسلات الهندية وبعد أن كان في السابق الأمر منحصرا في بعض الأفلام الهندية القديمة، التنويع الذي أتت به الفضائيات واختصاص بعضها في عرض أحدث الأفلام الهندية على مدار اليوم إلى جانب المسلسلات صنع شهرة لتلك الأفلام التي تعلق بها الكثيرون وأنستهم قليلا في المسلسلات التركية. وهو ما أفرز تعلق بعض السيدات والأوانس بلباس الساري الهندي وحتى تغلغل بعض العادات الهندية والتي دخلت من باب الموضة كالأقراط المستعملة في الأنف والخانة التي لم تعد تغادر جبين البعض لاسيما في المناسبات والأفراح. تأثرت الكثيرات بالثقافة والأعراف الهندية وأبت إلا متابعتها من باب التعرف على حضارات وثقافات الشعوب الأخرى من أجل التغيير قليلا والظهور بمظهر مغاير، ولعل أن زيارة اللباس الهندي للجزائر في الكثير من المناسبات يجسد تأثر بعض الجزائريات بالدراما الهندية التي تبث على مدار الساعة في العديد من القنوات من دون أن ننسى اللواحق الأخرى التي دخلت من باب الموضة مؤخرا كالقرط الملحق بالأنف والخانة التي تتوسط الجبين وغيرها، بل حتى العرائس صرن يلبسن تلك الحلل ويمثّلن بذلك أعراف بلدان مغايرة وإلحاقها بالزخم المتنوع الذي تكتسيه العادات الجزائرية والتي أرادت بعضهن توسيعها إلى بلدان أخرى من أجل الوقوف على حضارتها والتعرف على ثقافاتها. تأثرت الكثيرات بلباس الساري الذي يعكس الحضارة الهندية والتي ضاع صيته في دول آسياوية وكذلك في دول العالم العربي بالنظر إلى المكانة التي يبرزها للمرأة، ولم يعد يقتصر على الموديلات القديمة التي كانت تلتزم بلبسها الفتيات والعرائس وإنما ساير الموضة تبعا لما تبثه الأفلام والمسلسلات الهندية وحتى تخصص محلات كبرى في الجزائر تعرض خدماتها عبر مواقع الأنترنت والفايسبوك للتعريف باللباس الرائع الذي تعكس تطريزاته العالية وشكله المتميز الحضارة الهندية. وبات لباس الساري حاضرا بقوة وسط الألبسة التقليدية الجزائرية وكان سر الانجذاب إليه طريقة تفصيله وتنميقه المتزايد وألوانه الزاهية، إضافة إلى أنه لباس طويل ومستور ما يتوافق مع الأعراف الجزائرية وحتى العرائس اخترنه كلباس أنيق في زفافهن ورحن يتهافتن على طلبه والوقوف على آخر صيحات الموضة وجديد الموديلات الهندية. كما عرضت بعض المحلات أنواعا منه لكن اقتصر حضور الساري التقليدي بكثرة عبرها متخذا اللون الأحمر في غالبه، أما الموديلات الجديدة فظهرت عبر بعض مواقع الأنترنت والفايسبوك التي اختارها المتعاملون بغية التشهير بذلك اللباس الراقي الذي ذاع صيته مؤخرا واختارته الكثيرات للتغيير قليلا. اقتربنا من بعض السيدات والأوانس فأظهرن تأثرهن كثيرا باللباس الهندي التقليدي الشهير ساطع الألوان بالنظر إلى جماليته وطريقة تفصيله المميزة، كما أنه لباس محتشم ويستر كامل الجسد، ما قالته الآنسة فريال التي عبرت عن إعجابها بالمسلسلات الهندية التي صنعت الحدث مؤخرا مما أفرز زيارة الثقافة الهندية لبلادنا على غرار لباس الساري الجميل جدا والجذاب والتي صارت تستعمله كثيرا العرائس كزي مختار من بين أزياء التصديرة. وهو ما راحت إليه ريمة التي كانت تتصفح بعض مواقع الأنترنت من أجل اختيار لباس الساري وحجزه لاسيما مع تخصص بعض المحلات في عرضه وعرض خدماتها عبر الأنترنت مع تحديد الأسعار، وقالت إنها موديلات تأخذ العقل وتعكف على اختيار واحد منها، وما راقها أيضا هو تحديد الأسعار التي تتراوح ما بين 2 و3 مليون سنتيم وكل يختار نوع على حسب إمكانياته. وبذلك صنع لباس الساري الهندي الحدث بين الكل وكان كنتيجة لتأثر الكل بالدراما الهندية التي لا تتواني الممثلات عبرها على لبس اللباس الهندي الشهير مختلف الأشكال والألوان.