عرف النشاط التطوعي لدى الشباب الجزائري في السنوات الأخيرة حركة نشيطة ساهمت شبكات التواصل الاجتماعية وعلى رأسها الفايسبوك، بشكل كبير في ازدياد وتيرتها بين الشباب الذين جعلوا من العالم الافتراضي فضاء لتلاقي أفكارهم، والعالم الواقعي ميدانا لتجسيد هذه الأفكار. حسيبة موزاوي (القبة المتحدة)، (muslim DZ)، (بذرة خير)، (شباب الرحمة) و(الدنيا بخير)، (قافلة الأمل)... وغيرها، هي مجموعات تطوعية جزائرية، تختلف أسماؤها، ويتعدد أعضاؤها، وتتباين نشاطات كل منها، لكنها تجتمع تحت شعار واحد (فعل الخير)، ومد يدِ العون لكل محتاج، من خلال النشاطات والأعمال الخيرية المجانية. وتتكون هذه المجموعات على غرار (شباب الخير)، (ولاد فاميلية) و(مازال كاين الخير) من شباب أغلبهم طلاب جامعيون، أرادوا أن يكونوا فاعلين في الحياة الاجتماعية، فأعطوا من وقتهم وجهدهم، وحتى مالهم، من أجل رسم البسمة على وجوه من ضاقت بهم الحياة، وكف أيدي المحتاجين عن السؤال، ومساندة كل من لا يملك سندا، في محاولة لجعل المجتمع الجزائري، صورة حية للمجتمع المسلم الذي يمثل في التراحم والتعاطف جسدا واحدا، فإذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر. ومن جهة أخرى، تمثل مجهودات هؤلاء الشباب، والبصمة التي وضعوها في مجال العمل التطوعي، ردا قويا على كل من يتهم أجيال اليوم، بأنهم متأثرون بوسائل العولمة، وبأن هذه الأخيرة جعلت منهم عديمي الوعي، وغارقين في الانحراف، ليثبتوا العكس من ذلك، من خلال وعيهم باحتياجات أبناء مجتمعهم، وما يفرضه عليهم دينهم من واجبات أخوية، وإنسانية. وفي هذا السياق، تنظم تنسيقية المجموعات الخيرية وللمرة الثانية أكبر حملة تحسيسية للتبرع بالدم والصفائح الدموية على مستوى ولاية الجزائر العاصمة يوم 11 فيفري الجاري، ابتداء من الساعة 9:30 صباحا حتّى 15:00 مساء تحت شعار (كونوا معنا ... كونوا دعما لنا ..... قطرة منك تساوي حياة) وذلك في عدد من الأماكن المفتوحة والتي خصصت فيها شاحنات خاصة تحت إشراف طاقم طبي. وتدعو التنسيقية في بيان لها نشر عبر موقع التواصل الاجتماعي الخاص بها كافة المواطنين ممن يتمتعون بالصحة الجيدة للتقرب إلى كل من (مستشفى مصطفى باشا) و(جامعة بن عكنون ITFC)، (جامعة دالي براهيم)، (باب الزوار) و(بوزريعة) وكذا ساحة (البريد المركزي)، حيث تأمل المجموعات المشاركة في أن تكون هذه الحملة فرصة لإظهار روح الأخوة والتضامن التي يعرف بها الشعب الجزائري، ويتوقع أن تعرف الحملة مشاركة واسعة النطاق خصوصا وأنها تمركزت في أماكن ذات استقطاب شعبي كثيف من الجامعات والمستشفيات والساحات العمومية، وهو الهدف الذي تسعى إلية التنسيقية من اتخاذ هذه الخطوة الإنسانية. وللوقوف على واقع هذا النشاط، وتسليط الضوء على شباب جزائريين، برزوا في خدمة أهداف سامية، تصب في الصالح العام للمجتمع، وهو العمل التطوعي، كان ل(أخبار اليوم) اتصال مع (صلاح الدين تبتوكيا) أحد الناشطين بجمعية (القبة المتحدة). وفي حديثنا معه عبر صلاح الدين وهو المكلف بالإعلام وأحد الأعضاء المؤسسين لجمعية (القبة المتحدة)، عن حبه لفعل الخير، موضحا أنها جمعية تتكون من 15 عضوا مؤسسا، بالإضافة إلى مجموعة من الشباب المتطوعين أغلبهم من بلدية القبة كانوا ينشطون في جمعيات مختلفة على غرار الكشافة، انطلقت كغيرها من المجموعات على صفحات شبكة التواصل الاجتماعية (الفايس بوك) منذ ماي 2010، بمبادرة من (كريم) و(عبد اللطيف)، ويضيف أنه سرعان ما تزايد عدد أفراد المجموعة، من نشاط لآخر حيث وصل عدد معجبيها حاليا إلى حوالي45 ألف معجب، لتصبح في 2013 جمعية رسمية تبذل قصار جهدها لصناعة الأمل للآخرين وهذا تحت إشراف رئيس الجمعية عبد الحق زقاد. أما عن أهم نشاطات والأهداف التي يسعون لتحقيقها، يقول صلاح الدين (كل عمل خيري تطوعي، أيا كان نوعه، هو ضمن نشاطات وأهداف (القبة المتحدة)، غير أن أبرز هذه النشاطات -كما يضيف المتحدث- تمثلت في حملة تنظيف حديقة بن عمار، فضلا عن تخصيص يوم صحي كان في 18 جانفي الفارط، ليكون يوم الثلاثاء 11 فيفري الجاري موعدا مع أكبر حملة تحسيسية للتبرع بالدم والصفائح الدموية والتي ستكون (القبة المتحدة) حاضرة بجامعة دالي براهيم. التبرع .. صدقة جارية ومن جهتنا حاولنا جس نبض الشارع الجزائري حول الحملة التحسيسية للتبرع بالدم والصفائح الدموية التي لقت استحسانا لدى العديد من المواطنين الذين أكدوا لنا أنهم سيكونون في الموعد من بينهم (أمين) طالب بجامعة باب الزوار تاذي أكد على ضرورة توعية المواطنين وخاصة الذين يتمتعون بصحة جيدة بضرورة التبرع بالدم قصد إنقاذ المرضى، معتبرا أن التبرع لابد أن يكون دوريا مادام الرجال يمكنهم أن يتبرعوا بدمهم أربع مرات في السنة مقابل 3 مرات بالنسبة للنساء، وموضحا أن التبرع بهذا السائل صدقة جارية وزكاة للنفس، خاصة وأن كيس الدم يعيش ما بين 30 إلى 35 يوما في شروط الحفظ والتخزين اللازمة. أما (سلمى) وهي طالبة بجامعة بن عكنون أشارت إلى أن إجراء مثل هذه الحملات للتبرع بالدم عمل مفيد لضمان استمرارية تزويد المرضى بهده المادة الحيوية يجب أن يستمر التبرع بالدم بانتظام وبشكل دوري، ولا ننسى أن كل واحد منا قد يحتاج إلى الدم وقد تتوقف حياتك أو حياة أحد أقاربك على كيس من دم... (وسأكون بالموعد).