في الوقت الذي يشتكي فيه بعض المختصين، ضعف إقبال الجزائريين على التبرع بدمهم، وانحصار هذه الثقافة بين أفراد العائلة الواحدة، رغم عشرات الحملات التحسيسية والتوعوية في هذا الشأن، تزدحم العشرات من عروض التبرع بالدم، لأشخاص غرباء، سواء كانوا متبرعين، أم محتاجين للدم، عن بعضهم البعض، جمعهم الفيس بوك، الذي أضحى منافسا قويا للكثير من الجمعيات وفعاليات المجتمع المدني عموما، في كل المجالات الخيرية والتضامنية، وحملات الإغاثة والمساعدة، يستقطب المئات من الراغبين في تقديم عمل خير، أيا كان نوعه· ومثلما تؤكده الأرقام المتوفرة حول التبرع بالدم في الجزائر، فإن عدد المتبرعين الدائمين لا يتجاوز 95 ألف متبرع، رغم الحاجة الكبيرة للدم، عبر مختلف مستشفيات الوطن، لإسعاف المرضى المحتاجين، والمقبلين على إجراء العمليات الجراحية، وكذا ضحايا حوادث المرور والإصابات المختلفة، حيث أن كل قطرة دم، تصبح مهمة جدا لأجل إنقاذ حياة العشرات من المرضى، وانطلاقا من ذلك، قام بعض نشطاء الفيس بوك، بفتح صفحة خاصة بالتبرع بالدم، يقول القائمون عليها، أن الهدف منها هو خلق فضاء افتراضي يكون بمثابة همزة وصل بين المحتاجين المرضى والمتبرعين بالدم في إطار تطوعي، كما تتيح الصفحة للمستعدين للتبرع بدمهم، فرصة التواصل من خلال رسالة الكترونية، تتضمن (الإسم، العمر، البريد الإكتروني، الفايسبوك، المدينة)، كما تتيح الصفحة، الفرصة للحالات الطارئة، إذ يمكن للمحتاجين، إلى عمليات نقل دم، وضع نداءاتهم، ليتولى المشرفون على الصفحة توجيه المتبرعين بناء على ما تستقبله من متطوعين عبر الإيميل· من جانب آخر، تدعو الصفحة، إلى العمل على تأسيس بنك الدم، لمساعدة المرضى المحتاجين عبر الوطن، ولإجابة طلب أية حالة طارئة، في الوقت المناسب، وذلك عبر تأسيس مجموعة متبرعين دائمين، يتواصلون مع الصفحة، التي تأخذ بياناتهم، وكيفيات الاتصال بهم· وتستقطب الصفحة أكثر من 1807 معجب، كما توجد فيها العشرات من النداءات، لمرضى يحتاجون إلى عملية نقل دم في القريب العاجل، آخرها نداء، لمريض مقبل على علمية جراحية مستعجلة بمستشفى بني مسوس، ويحتاج إلى فصيلة دم AB(-)، إضافة إلى نداء مريض بمستشفى بالبليدة، بحاجة عاجلة إلى فصيلة دم B- ، من أجل إجراء عملية، ومريض آخر، يتواجد بمستشفى بن عكنون، بحاجة إلى متبرعين بالصفائح الدموية، وكافة النداءات تكون مرفوقة بأرقام هواتف، تعود لعائلة المريض، كما أن الكثير من الأشخاص، سواء المعجبين بالصفحة، أم من أصدقائهم، ممن يشتركون في نشر النداءات التي يتم نشرها، يعرضون التبرع بدمهم، في أي وقت، واضعين تحت تصرف القائمين على الصفحة، وأيضا أصحاب النداءات، أرقام هواتفهم، وبيانات الاتصال بهم، وكذا فصيلة دمهم، وغيرها من المعلومات الأخرى، ويحرص غالبية المشتركين، على تعميم النداءات التي يتم نشرها في الصفحة، لضمان وصولها إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص، وفي أقصر وقت من أجل تلبية النداء وتقديم يد المساعدة للمحتاجين فعليا إليها، فمن قال أن الجزائريين لا يمتلكون ثقافة التبرع بالدم أو أنهم يحتاجون إلى حملات التحسيس والتوعية التي تختار المناسبات والأيام العالمية والوطنية، وعليه فلا جدال أن الفيس بوك، أضحى الرقم الواحد في مجال الحملات التضامنية وقوافل الخير والمساعدة، في كافة المجالات، نظرا لقوة تأثيره، وسرعة انتشاره، بين الشباب الجزائري، الذي أصبح يثق فيه، وفي مصداقيته، أكثر من ثقته في بعض الفعاليات المدنية والجمعيات الخيرية، بعد أن أثبت النشطاء الاجتماعيون عبر الفيس بوك، قدرتهم على إيصال المساعدة الحقيقية للمحتاجين إليها، في كل مرة، وفي ظرف قياسي للغاية·