كان ذلك عام 1896م حين لقيت امرأة بريطانية أربعينية حتفها في حادث سيارة، سببه السرعة الزائدة! كانت السيارة تمشي ثمانية أميال في الساعة، والسرعة القانونية أربعة أميال! أحد المحققين قال: هذا الحادث يجب ألا يتكرر. لم يدرِ أن الذين يموتون سنويًّا بحوادث السيارات سيتجاوزون مليونًا وثلاثمائة ألف، وأن الرقم مرشح عام 2020م ليصل إلى مليونين! وغالبية حصادها هم من الشباب والبنات في مقتبل العمر. منظمة الصحة العالمية تصف السعودية بأنها صاحبة الرقم العالمي الأعلى، في معدل الوفيات، بسبب حوادث المرور. الخسائر الاقتصادية للمملكة في الحوادث تعادل أكثر من 25% من خسائر الدول العربية، وتصل ل 24 مليار ريال سنويا، إضافة إلى 25 مليار لعلاج المصابين. يعمل مخترعان أميركيان على طرح مفتاح سيارة في الأسواق، يمنع السائقين من الحديث على الهاتف الجوال أو كتابة رسائل قصيرة أثناء القيادة. ويأتي (مفتاح القيادة الآمنة) ليضاف إلى مجموعة الاختراعات التي تعمل على منع السرعة، أو القيادة تحت تأثير الكحول، وغيرها من الممارسات الخطرة التي تعتبر سببًا في حوادث الطريق. ويعتبر المفتاح وسيلة للأهل ليمنعوا أولادهم من التركيز على الهاتف الجوال، بدلًا من الطريق. في برلين كشف بحث جديد، أن النعاس خلف عجلة القيادة، قد يكون سببًا لوقوع حوادث أخطر من القيادة تحت تأثير المشروبات الكحولية. عادة الانشغال بغير القيادة ثقافة سلوكية يصعب التحكم فيها، مهما كثرت نصائح الوالدين! سقطت علبة بيبسي من شاب فنزل ليتناولها، وضغط على دواسة البنزين لا إراديًا، وانزلقت السيارة وكان فيها حتفه. آخر حصل على مرتبه للمرة الأولى، وكان فرحًا، به فطفق يَعُدّه وهو يقود السيارة، وانفلتت 500 ريال في الهواء وكادت أن تسبب كارثة. المخاطرة تبدو بطولة لدى شباب مراهقين، يتبارون في السرعة أو خوض الوديان أو الرمال، أو التفحيط والتطعيس والترفيع، وحققوا بذلك سمعة عالمية. شاب تعود على تعبئة سيارته بالأصدقاء، والدخول في مغامرات تحت تأثير الإعجاب والضحك والتصفيق، والقصص التي تروى بعد ذلك للمجالس! تقارب المسافات بين السيارات نتيجة الازدحام، والعجلة وثقافة القيادة الخاصة بشباب الخليج، والتي تتميز بمهارة وإتقان، ولكن يقل فيها الأمان! ربط حزام الأمان يخفض بإذن الله 50% من مخاطر الحوادث، العادة وحدها تجعله عبئًا ثقيلًا، يشق علينا أن نلبسه كلما ركبنا، أو نلبسه لصغارنا. مقاعد الأطفال وضبطهم يُسهم في سلامتهم بنسبة 80%، بعضهم يخرج الأطفال من النافذة أو من سقف السيارة! الجهل بالإسعافات الأولية النافعة عند حصول حوادث يضاعف الخسائر. اختيار سيارة غير مناسبة كسيارة السباق، أو سيارة صغيرة لشاب يرتاد الصحراء، يحدث كنوع من الدلال. أثبتت دراسة قام بها باحث من جامعة الملك سعود، أن وراء أسباب تهور الشباب في قيادة السيارة تعليم القيادة في وقت مبكر، ويفسر ذلك أن الشاب تتكون لديه الهوايات ما بين العاشرة والعشرين عامًا (سن المراهقة)، وحين يتعلم قيادة السيارة في هذه المرحلة، يتكون لديه ميول نحوها، وتصبح هواية يمارسها بحد ذاتها، ويتجاوز كل الحدود أثناء قيادة السيارة، ويصل الأمر إلى الاحترافية. مهندس آخر اعتبر أن السيارات هي أحد المعايير التي يعرف بها تقدم المجتمع أو تخلفه، التصنيع والتنظيم والاستخدام، وهذا واضح في مقارنة اليابان أو بريطانيا أو ماليزيا بدول خليجية. كيف تجد سيارتك؟ مراهق تتكدس في سيارته الملابس الداخلية مخلوطة بالكتب المدرسية، وعلب المشروبات، الفارغة وبقايا المناديل بفردة حذاء ضاعت أختها، ببقايا وجبة من مطعم! من سيارتك أعرفك! سيارة المستقبل توقظ صاحبها إذا نام أو نعس، كما الزوجة الصالحة! وتحتوي على إطارات ذكية تكتشف الخطر، وهي صديقة للبيئة، ويمكن أن تستعين بطاقة غير النفط، تتصل بالمصنع فور حدوث عطل، ليرسل لها إشارات وتتلقى منه تعليمات فورية. حتى تتملك هذه السيارة يلزمك الآن أن تتوقف وترتاح قليلًا كلما داهمك النعاس، و(كل شيء ملحوق) بإذن الله. تَعَوّدْ أن تأخذ وقتك في الاعتبار، قبل أن يدهمك موعد عاجل يحفزك على السرعة. لا تجعل نفسك مؤدبًا للآخرين أثناء القيادة، كفى بك خيرًا أن تؤدب نفسك. لا تفترض الوعي دائمًا واليقظة فيمن هم حولك، ربما يكونون مثلك في ارتجالية القيادة. لا تكن أنانيًّا، تذكر من وراءك في السيارة وأعطهم حق الطريق، وحق الإشارة، وحق العبور من اليمين، وتذكر من وراءك في المنزل فهم ينتظرونك. * عن موقع إسلام اليوم -بتصرف-