لعل افتقار الجزائر إلى حلبات لممارسة رالي السيارات، على غرار بعض الدول العربية وتحديدا في الخليج العربي، وشغف الشباب الجزائري بهذه الرياضة التي يشاهدونها في التلفاز فقط، برؤية نجومهم ''مايكل شوماخر'' و''كيمي رايكونن'' وآخرين يجوبون أقوى المضامير العالمية، محرزين من خلالها الجوائز الكبرى، دفع الكثير من الشباب والمراهقين إلى استحداث حلبات على طريقتهم، بتحويل كل طريق تمر منه عربة ذات أربع عجلات إلى ميدان سباق واستعراض للسرعة، وتكافئه هذه الأخيرة بحصد الأرواح بسرعة، أو التسبب في عاهات مستديمة في أقل الأضرار· هم شباب في مقتبل العمر همهم الحصول على سيارة بشتى الوسائل والحيل، ولو تطلب الأمر سرقتها من الأب أو الأم مستغلين وقت ركونهم للراحة، وتكثر هذه الظواهر في المساء عند عودة الأولياء من العمل وفي عطل نهاية الأسبوع· عزيز شاب في العشرينات من العمر من زرالدة، يستغل فرصة غسل سيارة أبيه في كل مرّة ليتجول بها، ممارسا هوايته المفضلة باستعمال السرعة التي تعد روح السيارة بالنسبة له ولبقية الشباب من أمثاله· ويروي لنا جيلالي قصة السباق الذي دار بين صديقيه البالغين من العمر 25 سنة في باب الزوار، مُفْرِطين في السرعة، متلاعبين بسياراتهما غير مبالين بالضرر الذي قد يحدث لهما أو للغير·· تهور المراهقين ومجازفة الجنس اللطيف!؟ ولا ينطوي الأمر على أصحاب رخص السياقة والراشدين فقط، بل حتى على المراهقين الذين لا يملكون رخص القيادة أصلا، وهو ما ينطبق على مجموعة من الشبان المراهقين من موريتي غرب العاصمة، من عائلات ثرية حيث يأخذ كل واحد منهم سيارة أبيه أو أمه، ليقيموا سباقات وراليات فيما بينهم كلها تهور ومجازفة بمركبات وطرقات الخطر فيها يكلف غالياً·· وغير بعيد عن موريتي، بضواحي اسطاوالي، يقوم أحد المراهقين صاحب ال16 سنة باستئجار سيارة من محلات كرائها بالاستعانة برفيق له يملك رخصة السياقة، ليطلق العنان للعب واللهو بالسيارة وكأنّها لعبة فيديو في يده، مؤكدا لنا أحد معارفه أنّه يقود السيارة بطريقة جنونية، ما أوقعه في عديد من الحوادث، بل وأوقفته الشرطة في كثير من الأحيان، لكنه في كلّ مرّة يعاود الكرّة··!؟ ولا يقتصر الأمر كذلك على الذكور فقط، بل يتعداه إلى الإناث، حيث تخبرنا إحدى الشابات عن صديقتها صاحبة 23 سنة من تيبازة، والتي تسرق في كل مساء مفاتيح سيارة أبيها بعد عودته من العمل، لتجوب الطرقات بسرعة فائقة رغم افتقارها لرخصة السياقة، والعتاب الذي تلقاه في كلّ مرة من الأب الذي يصفها بالمجنونة، لكنها لا تبالي· إذن هي أحداث دامية تقع في طرقاتنا من طرف شباب ومراهقين همّهم الوحيد الاستمتاع بقيادة السيارات والتسابق، متناسين الخطر المحدق بهم، أمام تفرج مختلف مؤسسات المجتمع التي لم تحرك ساكنا حيال ذلك·