أعلنت السلطات تحديد هوية 52 ضحية من مجموع 77 ضحية لقوا حتفهم في حادث تحطّم الطائرة العسكرية الثلاثاء الماضي في منطقة جبل (فرطاس) بأمّ البواقي، وبعد أسبوع من الكارثة الجوية مازالت 25 جثّة مجهولة الهوية ينتظر أهالي أصحابها التعرّف عليها لإتمام مراسيم دفنها. قالت مصادر موثوقة إن 52 ضحية تمّ تحديد هويتها، فيما تجري الهيئات المختصّة تحرّيات تحاليل الحمض النووي للتعرّف على 25 ضحية وتسليم جثثهم لعائلاتهم. ويتواصل دفن وتشييع جنازات ضحايا الطائرة العسكرية في عدد من المدن، وسط حالة من الحزن والتضامن مع عائلات الضحايا. وأقيمت يوم الجمعة الماضي صلاة الغائب في كلّ مساجد الجزائر ترحّما على ضحايا حادث تحطّم الطائرة. ولم تعلن السلطات حتى الآن عن أيّ نتائج تتعلّق بالتحقيقات في الحادث أو بتحليل مضمون العلبة السوداء. ومن المتوقّع أن يتوصّل الفريق الذي يشرف على التحقيق في أسباب وقوع الطائرة العسكرية قريبا جدّا إلى فكّ شفرة العلبة السوداء التي تمّ العثور عليها سليمة لمعرفة جميع ما وقع خلال الرّحلة منذ إقلاع الطائرة إلى غاية تحطّمها وسقوطها. ويُنتظر أن يكشف التحقيق الذي يشرف عليه فريق متخصّص من المدرسة العليا للطيران والدفاع الجوي بعد تحليل معطيات العلبة السوداء عن الأسباب الحقيقية التي أدّت إلى سقوط وتحطّم الطائرة العسكرية التي خلفت وفاة 76 راكبا، في ظلّ تراجع فرضية صعوبة تحكّم الطيار في الطائرة نظرا لرداءة الأحوال الجوية واستبعاد حدوث خلل تقني في الطائرة (هركيل س- 130). وتتوجّه جميع الأنظار خاصّة عائلات الضحايا إلى نتائج التحقيق كون أن العلبة السوداء الموجودة على الطائرة هو الشاهد العدل والوحيد على تحطّم الطائرة والأسباب التي تقف وراء تحطّمها، وهو لا يقبل الغشّ والتدليس، حيث تعمل العلبة السوداء على تسجيل آخر ما تفوّه به الطيّار وطاقمه قبل وفاتهم. وعن مواصفات الصندوق الأسود الذي يكشف لغز تحطّم الطائرات فإنه يتكوّن من مسجّلتين، إحداهما نظرية والأخرى رقمية وهما متشابهتان في المظهر الخارجي وتختلفان في التركيب من الداخل ومقاييس الصندوقين، أحدهما وظيفته حفظ البيانات الرّقمية والقيم الفيزيائية من الوقت، السرعة والاتجاه، والثاني وظيفته تسجيل الأصوات وكلّ التفاصيل التي تحدث بالطائرة منذ إقلاعها من مشاحنات، استنجاد وحوارات، وغالبا ما يتمّ تنصيبهما في ذيل الطائرة لزيادة الحماية لهما، حيث تعمل العلبة السوداء على تسجيل ما يحدث للطائرة طول فترة سفرها.