فصلت مساء أمس محكمة الجنيات ببومرداس في قضية تفجير المدرسة العليا للدرك الوطني بيسّر شرق بومرداس، القضية تورّط فيها 6 إرهابيين في حالة فرار إلى جانب أمير كتيبة الأنصار (ت. علي) المكنّى ب (أمين أبي تميم) وراقي شرعي ينحدر من بغلية نفّذ عمليتين ثانيتين بوافنون ودلّس، حيث تمّت إدانتهما ب 20 سنة سجنا نافذا بعد أن طالبت النيابة العامّة بالإعدام عن تهم إنشاء والانخراط في جماعة إرهابية مسلّحة، إلى جانب حيازة مواد متفجّرة وهدم بنايات ذات منفعة عامّة، مع القتل ومحاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد وطالب جامعي استفاد من البراءة بعد أن اِلتمست النيابة العامّة في حقّه 10 سنوات سجنا نافذا عن تهمة المشاركة في أعمال إرهابية. حسب المعلومات المتوفّرة لدى (أخبار اليوم) فإن وقائع القضية تعود إلى شهر أوت 2008، في حدود السابعة ونصف صباحا لمّا اهتزّت مدينة يسّر على وقع انفجار مدوّي استهدف المدرسة العليا للدرك الوطني باستعمال سيّارة مفخّخة راح ضحّيتها أزيد من 40 شخصا بين عسكريين ومدنيين أغلبهم شباب لم يتعدّ عمر أكبرهم 22 سنة، قدموا من مختلف ولايات الوطن لاجتياز المسابقة الشفوية للاِلتحاق بصفوف الدرك، هذا إلى جانب دمار وخراب مسّ 44 مسكنا و33 محلاّ تجاريا. وعلى إثر التحقيق الذي أعقب الانفجار تمّ استخدام لوح ترقيم السيّارة المستعملة في التفجير، حيث تمّ التوصّل إلى صاحبها المسمّى (س.س) من تيزي وزو، والذي صرّح بأنه بتاريخ 15 أوت من نفس السنة توجّه بمركبته من نوع (هوفار) إلى سوق السيّارات بذراع بن خدّة، أين تقدّم منه شخصان سألاه عن ثمن المركبة، حيث اتّفقوا على مبلغ 75 مليون سنيتم، وبعد يومين تمّت إجراءات الاكتتاب بين صاحب السيّارة والمدعو (ب.ع). وعند توقيف هذا الأخير الذي ينحدر من بلدية بغلية ويعمل راقيا شرعيا اعترف بانخراطه ضمن صفوف الجماعات الإرهابية منذ منتصف سنة 2007 إلى أن اتّصل به (موح بغلية) وطلب منه الالتقاء مع المكنّى (الفرماش)، وفعلا التقى به برفقة شخصين آخرين لا يعرفهما على متن المركبة من نوع (هوفار) التي قام بشرائها، عندها ركب إلى جانبه (الفرماش) والإرهابي الثاني، فيما تبعهما الانتحاري (ب أمحمد) المكنّى ب (هارون)، والذي ينحدر من احمر العين بتيبازة على متن سيّارة (هوفار) التي كانت معبّأة بالمتفجّرات. وعلى مستوى مدينة يسّر واصل المتّهم طريقه عبر الجسر الاجتنابي، فيما دخل الانتحاري إلى المدينة، وأثناءها كان (الفرماش) قد اتّصل هاتفيا بإرهابي آخر وأمره بتصوير العملية، وبعدها بدقائق سمع دوي الانفجار الذي تمّ عند مدخل المدرسة أين كان جمع من الشباب المقبلين على اجتياز المسابقة مجتمعين أمامها.