أدانت الأربعاء، محكمة الجنايات ببومرداس، المتورطين في العملية الإرهابية التي استهدفت المدرسة العليا للدرك الوطني خلال صيف 2008، وعلى رأسهم أمير كتيبة الأنصار "ت.علي" المكنى "أمين أبو تميم" وإلى جانبه "ب.عمر" الذي كان يعمل راقيا شرعيا والذي شارك أيضا في عمليات إرهابية بكل من تاقدمات بدلس وواقنون بتزي وزو، ب20 سنة سجنا نافذا، فيما برأت المدعو "ي.بلال" الذي كان وقت الوقائع طالبا ثانويا بعدما التمس في حقهم ممثل الحق العام عقوبات الإعدام للأول والثاني و10 سنوات سجنا للثالث. وقائع قضية الحال تعود ليوم 19 أوت 2008، عندما استهدفت جماعة إرهابية المدرسة العليا للدرك الوطني بيسر في ولاية بومرداس، التي كان حضر إليها عشرات الشبان من مختلف أنحاء الوطن، لاجتياز الامتحان الشفهي للالتحاق بصفوف الدرك الوطني، نفذها انتحاري باستخدام مركبة، مشحونة بصهريج وبرميل الأول معبأ ب400 كلغ والثاني ب200 كلغ من المتفجرات، والتي خلفت مقتل 56 شخصا، عشرات الجرحى، وكذا تعرض 44 مسكنا و33 محلا و7 سيارات للتحطيم. وعلى إثر التحقيق الذي عقب الانفجار تم استخدام لوح ترقيم السيارة المستعملة في التفجير، حيث تم الوصول إلى صاحبها الذي صرح أنه بتاريخ 15 أوت من نفس السنة، تقدم منه شخصان بسوق السيارات بذراع بن خدة، وسألاه عن ثمن مركبته نوع "هوڤار"، حيث اتفقوا على مبلغ 75 مليون سنيتم، فيما تم الاكتتاب بينه وبين المدعو "ب.ع" بعدها. وعند توقيف هذا الأخير الذي ينحدر من بلدية بغلية، وهو راق شرعي، اعترف بانخراطه ضمن صفوف الجماعات الإرهابية منذ منتصف سنة 2007، وبتاريخ 15 أوت اتصل به الإرهابي "موح بغلية" و طلب منه التوجه إلى قرية شندر من أجل لقاء الإرهابي المدعو "أمين" لاستلام مبلغ مالي بغرض شراء سيارة من سوق ذراع بن خدة. وبعد اتفاقه مع البائع حول ثمنها ،سلمه "أمين" المبلغ، وأضاف أنه عشية الإنفجار بعد صلاة المغرب، اتصل به "موح بغلية" وطلب منه الالتقاء مع المكنى "لفرماش" عند الساعة السابعة صباحا من صبيحة الغد، وفعلا التقى به في الموعد المحدد، أين كان ينتظره برفقة شخصين آخرين لا يعرفهما على متن المركبة من نوع "هوڤار" التي قام بشرائها. عندها ركب إلى جانبه "الفرماش" والإرهابي الثاني، فيما تبعهما الانتحاري "ب .أمحمد" المكنى "هارون" والذي ينحدر من حمر العين بتيبازة، على متن سيارة "هوڤار" التي كانت معبأة بالمتفجرات، وعلى مستوى مدينة يسر واصل المتهم طريقه عبر الجسر الاجتنابي، فيما دخل الانتحاري إلى المدينة، و أثناءها كان "الفرماش" قد اتصل هاتفيا بإرهابي آخر وأمره بتصوير العملية. وبعدها بدقائق سمع دوي الانفجار الذي تم عند مدخل المدرسة، أين كان هناك مئات الشباب المترشحين للانخراط في سلك الدرك.