أجلت أمس محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء بومرداس الفصل في قضية العملية الإنتحارية التي استهدفت المدرسة العليا للدرك الوطني بيسر إلى غاية الفصل فيها من طرف المحكمة العليا، بسبب طعن المتهمين في قرار الإحالة. وقائع القضية تعود إلى تاريخ 19 أوت من سنة 2008 عندما نفذت عناصر إرهابية التفجير الإنتحاري للمكان المذكور سابقا راح ضحيته أزيد من 40 شخصا بين عسكريين ومدنيين قدموا من مختلف الولايات لاجتياز امتحان الإلتحاق بصفوف الدرك. وعلى إثر ذلك باشرت فصيلة الدرك ببومرداس تحقيقا للوصول إلى الفاعلين، وعن طريق لوح ترقيم السيارة المستعملة في التفجير تم التوصل إلى صاحبها المسمى»س.س» من تيزي وزو والذي صرح أنه بتاريخ 15 أوت من نفس السنة توجه بمركبته من نوع »هوڤار« إلى سوق السيارات بذراع بن خدة، أين تقدم منه شخصان سألاه عن ثمن المركبة حيث اتفقوا على مبلغ 75 مليون سنتيم، ويومان بعدها تمت إجراءات الإكتتاب بين صاحب السيارة والمدعو »ب.ع«. وعند توقيف هذا الأخير الذي ينحدر من بلدية بغلية ويعمل راقٍ شرعي، اعترف بانخراطه ضمن صفوف الجماعات الإرهابية منذ منتصف سنة 2007، حيث أكد أنه تعرف على الإرهابيين »س. محمد« المكنى موح أمير سرية بغلية والإرهابي »و. نورالدين« بقريتهم المسماة أولاد بن شعبان أين أخبراه عن مكان تواجد شقيقه الإرهابي »ب. أحسن«، وقد كان يتصل بهما مرتين في الأسبوع ثم طلبا منه تزويدهما بالمواد الغذائية، الشيء الذي قام به بواسطة سيارة والده نوع إكسبراس أين كان يشتري المواد الغذائية من فريحة إلى أزفون بتيزي وزو لقاء مبالغ مالية تسلم له من طرفهما. وبتاريخ 15 أوت اتصل به الإرهابي موح بغلية وطلب منه التوجه إلى قرية شندر من أجل لقاء الإرهابي المدعو أمين لاستلام مبلغ مالي بغرض شراء سيارة من سوق ذراع بن خدة. وبعد اتفاقه مع البائع حول ثمنها المقدر ب 75 مليون سنتيم سلمه المدعو أمين هذا المبلغ وقام بنفسه باتمام إجراءات الإكتتاب بنفس البلدية، وأضاف أنه بتاريخ 18 أوت أي عشية الإنفجار بعد صلاة المغرب، اتصل به موح بغلية وطلب منه الإلتقاء مع المكنى «الفرماش» عند الساعة السابعة صباحا من تاريخ الجريمة، وفعلا التقى به بالموعد المحدد أين كان ينتظره برفقة شخصين آخرين لا يعرفهما على متن المركبة نوع هوڤار التي قام بشرائها. عندها ركب إلى جانبه الفرماش والإرهابي الثاني، فيما تبعهما الإنتحاري «ب. أمحمد» المكنى هارون والذي ينحدر من عمر العين بتيبازة، على متن سيارة هوڤار التي كانت معبأة بالمتفجرات، وعلى مستوى مدينة يسر واصل المتهم طريقه عبر الجسر فيما دخل الإنتحاري إلى المدينة، وأثناءها كان الإرهابي الفرماش قد اتصل هاتفيا بإرهابي مجهول وأمره بتصوير العملية. وبعدها بدقائق سمع دوي الإنفجار الذي تم عند مدخل المدرسة أين كان جمع من الشباب المقبلين على اجتياز المسابقة مجتمعين أمامها. ومن خلال ترصد مكالمات المتهم »ب.ع«، تم تسجيل عدة اتصالات تتم بينه وبين المدعو »ي.ب« ومن خلال التحريات أكد هذا الأخير أنه يتصل بالمتهم للإطمئنان عليه كونه راقٍ شرعي، وقد قام برقيته بعدما أصيب بأزمة نفسية نتيجة موت عمته أمامه. ونتيجة لذلك تمت متابعة كل من «ب.ع» من مواليد 1979، «ي .ب» الذي كان تلميذا بالثانوي من مواليد 1989، إلى جانب »ب. ت. علي« المكنى أمين أبو تميم أمير كتيبة الأنصار من مواليد 1976، والذي ألقي عليه القبض بعدما كان متابعا غيابيا في القضية إلى جانب 06 إرهابيين آخرين في حالة فرار، ويتعلق الأمر بكل من الإرهابيين »س. محمد». »ل. لباي«. »و. نورالدين«، «ب. أحسن»، «غ. توفيق» و»م. يوسف«. وذلك عن جناية الإنخراط في جماعة إرهابية مسلحة، جناية تسيير جماعة إرهابية ل»أمين أبو تميم«، حيازة مواد متفجرة، هدم بناية ذات منفعة عامة بواسطة مواد متفجرة، القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والمشاركة في جماعة إهابية للمتهم »ي.ب«.