لقي الشروع في العمل بالسجِّل الوطني الآلي للحالة المدنية ارتياحا لدى المواطنين الذين ودّعوا عناء التنقّل الإجباري إلى بلديات مسقط رأسهم من أجل استخراج شهادات الميلاد. بعد مرور بضعة أيّام عن بداية العمل بالسجِّل الوطني الآلي للحالة المدنية يتواصل توافد عشرات المواطنين المولودين خارج إقليم ولاية قسنطينة والبسمة تعلو محيّاهم ببهو المصلحة المركزية للحالة المدنية الواقعة في القطاع الحضري سيدي راشد لاستخراج شهادات ميلادهم. وفي هذا الإطار، قال جمال المولود في 1963 بالمسيلة، والذي جاء لاستخراج شهادة ميلاده من المصلحة المركزية للحالة المدنية بقسنطينة (إن النّظام الآلي للحالة المدنية يشكّل ثورة في التاريخ الإداري للبلاد). كما تمكّنت السيّدة رندة (35 سنة) المنحدرة من ولاية عين الدفلى من استخراج شهادة ميلادها من القطاع الحضري سيدي راشد (في وقت قياسي لم يتجاوز ال 10 دقائق). وأوضحت هذه السيّدة الموظّفة في إحدى البنوك، والتي أمضت فترة طويلة من حياتها في مدينة الجسور المعلّقة أن الشروع في العمل بالسجِّل الآلي للحالة المدنية مكّنها من اكتشاف القطاع الحضري سيدي راشد الذي لم تفكّر يوما في زيارته. كما ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتي مواطن من مدينة الجلفة عندما سلّم له عون الحماية المدنية شهادة ميلاده وقال:"(إنني لا أزال غير مصدّق، إنه حلم)، متحدّثا في هذا السياق عن العراقيل العديدة التي واجهته من قبل للحصول على هذه الوثيقة الإدارية الهامّة. وإذا كان استخراج هذه الوثيقة بالنّسبة لبعض المواطنين هامّا فإن عددا كبيرا منهم قام بهذه العملية بدافع الفضول للتأكّد من أن هذا النّظام الآلي تجسّد على أرض الواقع. وقال محمد وهو طالب جامعي من مواليد ولاية فالمة: (لست بحاجة إلى شهادة ميلادي في الوقت الحالي، لكنني جئت لاستخراجها من أجل التأكّد من أن المعلومة حقيقية). من جهته، صرّح السيّد فتحي بوصبع مدير التنظيم والشؤون العمومية ببلدية قسنطينة بأنه منذ دخول هذا النّظام الآلي حيّز الخدمة سلّمت المصلحة المركزية للحالة المدنية لسيدي راشد حوالي 500 شهادة ميلاد لمواطنين مولودين خارج إقليم ولاية قسنطينة. وبعد أن تحدّث عن أثر هذا النّظام الآلي في تحسين العلاقة بين الإدارة والمواطن أوضح السيّد بوصبع أنه تمّ تدعيم المصالح بجميع الوسائل اللوجيستيكية اللاّزمة لتجسيد هذا البرنامج الذي يندرج في إطار الجهود المبذولة لتحسين الخدمة العمومية. وقدّمت لأعوان الحالة المدنية المبادئ الأوّلية لطرق استعمال هذا النّظام الآلي، حسب ما أشار إليه السيّد بوصبع، موضّحا أنه أعطيت تعليمات من أجل تسهيل إجراءات استخراج شهادات الميلاد حتى في حالات شهادات الميلاد التي لا تحتوي على تاريخ الميلاد بالتحديد، بل تحتوي على سنة الميلاد فقط. ومن جهة أخرى، تحدّث الأعوان المكلّفون بإصدار وثائق الحالة المدنية عن أثر هذا القرار الحكومي في تخفيف الضغط عن ولاية تشهد معدلات مواليد هامّة بالنّظر إلى بعدها الجهوي.