تحتفل منظمة الثقافة والتربية والعلوم- اليونسكو- التابعة للامم المتحدة منذ ثلاثة عشر عاما باليوم العالمي للغة الام في الحادي والعشرين من شهر فبراير/ شباط بهدف إبراز أهمية التنوع اللغوي في العالم، في عصر هيمنت فيه ظاهرة العولمة. ومع سيطرة العولمة والفضاء الالكتروني تواجه الشعوب تحديات كبيرة في سعيها للحفاظ على هويتها، وحماية مقومات تلك الهوية، ومن أبرزها اللغة. وتبذل المنظمة جهودا مضنية لتعزيز التعايش بين 7000 لغة حية يستخدمها سكان الكرة الارضية. ومن أجل تحقيق هذا الهدف خصصت اليونسكو يوما كل عام تلفت فيه الانتباه إلى دور اللغات جميعها في نقل المعرفة وتعددها. ففي 16 أيار/مايو 2007، أهابت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في قرارها لها بالدول الأعضاء ''التشجيع على المحافظة على جميع اللغات التي تستخدمها شعوب العالم وحمايتها‘‘. وأعلنت الجمعية العامة، في نفس القرار، سنة 2008 باعتبارها سنة دولية للغات لتعزيز الوحدة في إطار التنوع ولتعزيز التفاهم الدولي من تعدد اللغات والتعدد الثقافي. ويُحتفل بهذا اليوم منذ شباط/فبراير 2000 من أجل تعزيز التعدد اللغوي والثقافي. وقالت اليونسكو إن اللغات هي الأدوات الأقوى التي تحفظ وتطور تراثنا الملموس وغير الملموس. لن تساعد فقط كافة التحركات الرامية الى تعزيز نشر الألسن الأم على تشجيع التعدد اللغوي وثقافة تعدد اللغات، وإنما ستشجع أيضاً على تطوير وعي أكمل للتقاليد اللغوية والثقافية في كافة أنحاء العالم كما ستساعد على تحقيق التضامن المبني على التفاهم والتسامح والحوار. في عالمنا العربي تتحدث شعوبنا بلهجات محلية بينما اللغة العربية الفصحى محصورة تقريبا في دور التعليم، وحتى وسائل الاعلام تنحو الى استخدام اللهجات المحلية. فاللغة هي الوعاء الذي ينقل ميراث وتقاليد وعادات شعوب الارض وهي الوسيلة التي تعبر فيها هذه الشعوب عن هويتها واذا اندثرت تفقد الشعوب احد اهم عناصر شخصيتها المميزة.