أكّد أمس رئيس حزب الحرية والعدالة محمد السعيد أن مسألة ترشّحة لرئاسيات 2014 مستبعدة جدّا، وأن حزبه لن يخوض غمار هذه الاستحقاقات، غير أن هذا لا يمنعه من تزكية شخصية قد تكون قادرة على تغيير الجزائر لكن بعد إصدار المجلس الدستوري القائمة النّهائية للمترشّحين. كما انتقد محمد السعيد خلال الندوة الصحفية التي عقدها بمقرّ حزبه انفراد الإدارة بتنظيم الانتخابات مثلما حدث في الاستحقاقات السابقة، موضّحا في الوقت ذاته أن ذلك لا يعطيه الحقّ في التنبّؤ بالتزوير والتحيّز قبل الآوان، لكن على الساحة السياسية يجب التريّث إلى غاية استكمال العدد الحقيقي للمرشّحين والإعلان عن القائمة الرّسمية من طرف المجلس الدستوري شهر مارس القادم. وأوضح رئيس حزب الحرّية والعدالة أن حزبه سيعمل على اختيار مرشّح توافقي ضمن القائمة النّهائية، وإن عجز عن ذلك فإنه سيقرّر التصويت بورقة بيضاء لإيمانه بأن جميع المترشّحين غير قادرين على إحدث نقلة نوعية في تسيير شؤون البلاد، مستنكرا إجراء الانتخابات المقبلة في مثل هذا الجو المتوتّر والمجهول العواقب، وقال إن منع دعاة المقاطعة من المشاركة في الحملة الانتخابية وامتناعهم عن الاقتراع لا يفتح الطريق أمام التغيير السلمي التدريجي الذي ينتظره المواطن في 17 أفريل المقبل، كما لن يساعدا على تجاوز القلق السياسي بإشراك كلّ الكفاءات ومكوّنات المجتمع في صنع هذا التغيير. وكشف محمد السعيد أن التسابق لكرسي الرئاسة انحرف عن مساره لأوّل مرّة منذ الاستقلال بدليل المساس بالوحدة العسكرية وتوجيه اتّهامات لقياديها، ما كان سيؤدّي حتما إلى زعزعة استقرار وأمن البلاد، داعيا إلى ضرورة صيانة وحدة الجيش وضمان الأمن باعتبارها أهمّ من التسابق إلى كرسي الرئاسة في حدّ ذاته لأن مثل هذه الخرجات حسب ذات المتحدّث تثير مخاوف المواطن لما يتقاذفها من أهواء ميكيافلية وما يلفّها من مناورات تسيء تقدير انعكاساتها على الرأي العام ولا تراعي حساسية الوضع الإقليمي. وعن ردّة فعلة فيما يخص ترشّح عبد العزيز بوتفليقة للانتخابات المقبل صرّح محمد السعيد بأنه ككل مواطن جزائري له الحقّ في التقدّم لخوض غمار الرئاسيات إذا توفّرت فيه الشرط الأربعة عشر، لكن عليه أن يقدّم ملفّه الصحّي ليثبت قدرته على تسيير الأمّة الجزائرية لخمس سنوات إضافية، داعيا الفاعلين السياسيين وأساسا السلطة إلى التأمّل في تجارب الماضي القريب للبلاد واستخلاص الدروس من الانتفاضات التي تتوالى في المحيط العربي.