خرج رئيس حركة مجتمع السلم السابق أبو جرة سلطاني عن صمته من أجل تكذيب بعض الإشاعات والتسريبات الإعلامية التي تحدّثت عن إمكانية دخوله السباق الرئاسي وترشّحه لرئاسة الجزائر، حيث وجّه رسالة للرّأي العام بعنوان (الجزائر فوق الرئاسة والرؤساء) جدّد فيها التزامه بقرار مجلس الشورى القاضي بمقاطعة الانتخابات. فنّد سلطاني بذلك أيّ مزاعم بترشّحه للرئاسيات، حيث قال في رسالته التي نشرها عبر موقع الرّسمي في (الفايس بوك): (أكذّب بشكل قاطع وحاسم ونهائي ما تروّجه بعض وسائل الإعلام حول مزاعم إمكانية ترشّحي تحت أيّ عنوان وباسم أيّ جهة، فكلّها تسريبات مغرضة عارية عن الصحّة تماما)، ليضيف: (أؤكّد التزامي الكامل بقرار مجلس الشورى نصّا وروحا، وأؤكّد أن ما أقوم به من اتّصالات ومشاورات مع جميع الأطراف وبكلّ المخلصين في هذا الوطن يدخل في إطار البحث عن ضمانات أوثق لتأمين المستقبل وحماية الوطن والدفاع عن الوحدة الوطنية بصرف النّظر عن الألقاب والأسماء والمواقع والمواقف، فالاستقرار قبل كلّ شيء والوطن فوق كلّ أحد). وأكّد رئيس حمس السابق أنه يدرك كما يدرك كلّ مواطن حرّ أن الوطن أكبر من قدرات كلّ المتنافسين على التربّع على عرش المرادية، وأن الوطن أوسع من تزاحم جميع التشكيلات السياسية، وأن (الجزائر فوق الرؤوس والرؤساء)، ويعي كذلك جيّدا في هذه المرحلة بالذات أن الأوضاع العامّة التي تمرّ بها أمّتنا عامّة والجزائر بشكل خاص لم تعد تتحمّل المزيد من الأخطاء بعد أن تمّ إقحام لاعبين جدد داخل الملعب السياسي في الوقت المقتطع من ديمقراطية الواجهة في مسار المراحل الانتقالية خلال خمسين سنة من عمر استقلال الجزائر. أبو جرة سلطاني أضاف: (إن ما يجري في وطني مؤلم لكلّ حرّ لأن حقل الرمي الذي تقتضيه قواعد اللّعبة الديمقراطية لم يعد مناسبا للقصف العشوائي بالثقيل ضد أهداف هي من مكوّنات العمود الفقري للدولة، وقد لا يعلم كثير من أصحابه وعرّابيه عواقب ما انتدبوا للقيام به)، ليوضّح أن الرّهان الأكبر للرئاسيات هذه المرّة لم يعد مرتبطا كثيرا بطبيعة فارس قصر المرادية المرتقب بقدر ما صار مرتبطا استراتيجيا بحواشيه وبطانته، لذلك فقد أريد لهذه المعركة أن تكون كجبل الجليد يتسابق الجميع على معرفة موقعه ومشاهدة عظمة (رأسه) بينما لا أحد يسأل عن قاعدته الهشّة القائمة على ريوع النفط وامتيازات الوكلاء وشبكات الفساد. كما يعتقد أبو جرة سلطني حسب رسالته أن رئيس الجزائر المقبل، كائنا من كان، سوف لن يستقرّ على العرش طويلا إذا لم يكن مدركا، قبل إيداع ملف ترشّحه، أن جزائر الألفية الثالثة لم تعد جزائر الحزب الواحد والرأي الواحد والمورد الواحد، وأن إدارة مشكلاتها لم يعد يليق بها أن تظلّ حكرا على لجان المساندة ومن في حكمهم، فالجزائر أوسع من أن يغطّيها المساندون وحدهم، ومشكلاتها أعقد من أن تتكفّل بحلّها ريوع المحروقات، ومسؤولية الرئاسة فيها صارت أثقل من أن يُحمّلها صنّاع القرار فوق كتف رجل واحد، وطموحات شبابها وتطلّعات شعبها باتت بيقين المتابعين وتقدير الملاحظين أكبر من أن تحصر في نتائج لقاء الثلاثية.