الجزائر لم تعد ملك الحزب الواحد ومسؤولية الرئاسة أكبر من أن تحصر في نتائج الثلاثية خرج رئيس حركة مجتمع السلم السابق، أبو جرة سلطاني، عن صمته، من أجل تكذيب إشاعات راجت حول خروجه من عباءة الحركة التي أعلنت المقاطعة، ودخوله سباق الرئاسيات. وقال أبو جرة، في رسالة حملت عنوان ”رسالة إلى الرأي العام.. الجزائر فوق الرئاسة والرؤساء”، إنه ملتزم ”التزاما كاملا بقرار مجلس الشورى نصا وروحا”. وأوضح أبو جرة، في رسالته أنه ”أؤكد التزامي الكامل بقرار مجلس الشورى نصا وروحا، وأكذب بشكل قاطع وحاسم ونهائي ما تروجه بعض وسائل الإعلام والصحافة حول مزاعم إمكانية ترشحي تحت أي عنوان وباسم أية جهة، فكلها تسريبات مغرضة عارية عن الصحة تماما”، مؤكدا أن المشاروات والاتصالات التي يربطها مع الأطراف السياسية، تدخل في إطار تأمين مستقبل الوطن، في إشارة منه إلى اللقاء الذي جمعه شخصيا بالوزير الأول عبد المالك سلال، ووزير الداخلية الطيب بلعيز، عقب إعلان حركة حمس مقاطعتها للانتخابات الرئاسية. وأضاف الرئيس السابق لحركة، حمس، أن الرهان الأكبر للرئاسيات هذه المرة، لم يعد مرتبطا كثيرا بطبيعة فارس قصر المرادية المرتقب، بقدر ما صار مرتبط استراتيجيا بحواشيه وبطانته، مبرزا أنه أريد لهذه المعركة أن تكون كجبل الجليد، يتسابق الجميع على معرفة موقعه ومشاهدة عظمة رأسه، بينما لا أحد يسأل عن قاعدته الهشة القائمة على ريوع النفط وامتيازات الوكلاء وشبكات الفساد. وأردف بخصوص ما يدور من جدل حول المترشحين للرئاسيات، أن رئيس الجزائر المقبل، كائنا من كان، سوف لن يستقر على العرش طويلا إذا لم يكن مدركا، قبل إيداع ملف ترشحه، أن جزائر الألفية الثالثة لم تعد جزائر الحزب الواحد والرأي الواحد، والمورد الواحد، وأن إدارة مشاكلها لم يعد يليق بها أن تظل حكرا على لجان المساندة ومن في حكمهم، وقال إن الجزائر أوسع من أن يغطيها المساندون وحدهم، ومشكلاتها أعقد من أن تتكفل بحلها ريوع المحروقات، ومسؤولية الرئاسة فيها صارت أثقل من أن يحملها صناع القرار فوق كتف رجل واحد، وطموحات شبابها وتطلعات شعبها باتت بيقين المتابعين وتقدير الملاحظين أكبر من أن تحصر في نتائج لقاء الثلاثية. وتابع أبو جرة بأن مسؤولية صناع القرار في هذا الوطن، صارت أكبر من مجرد المفاضلة بين رئيس وآخر، موضحا أنه ”عليهم أن يوسعوا دائرة النظر لتستوعب معطيات جديدة فرضتها التحولات الحاصلة من حولنا، وأن يستشعروا حجم المسؤولية التي لم تعد نخبوية أو جهوية أو تاريخية”، وأبرز أن ”الرأي العام ما زالت بيده كثير من الأوراق التي لم يلعبها بعد، وأن كلمته لها وزنها في تغيير الخارطة السياسية وليس مجرد ترجيح الكفة بين المتنافسين، لذلك لا يمكن حصرها في قراءة ما آلت ما بعد 17 أفريل، بدءاً بطبيعة ولون الطاقم المنسجم والربان المحترف والوجهة التي ستأخذها رحلة الرئاسيات في الذكرى ال60 لاندلاع ثورة التحرير المباركة، فما بعد ذلك أعقد لأن التاريخ سيكتب شهادة كل متحدث ولن توقف عجلته مواقف هؤلاء ولا هؤلاء”.