هناك مثل فرنسي يقول أعطيك فرنكا فأعطيني عملا متقنا، لكن أين نحن من هذا المثل؟ فلو تمعنّا جيّدا في الأموال التي صرفت على المنتخب الوطني الجزائري منذ بلوغه نهائيات كأس العالم الأخيرة، أي منذ فوزه التاريخي على المنتخب المصري في اللّقاء الفاصل من أجل بلوغ المونديال بالسودان، نجد أن الدولة صرفت على اللاّعبين ما يكفي لبناء ملعب بكامل تخصّصاته على شاكلة الملاعب الأوروبية الكبيرة· إلى درجة أن كلّ لاعب حصل على مبلغ يناهز الخمسة ملايير سنتيم، إضافة إلى شقّة فاخرة وسيّارة من آخر طراز أهداها لهم الرّاعي الرّسمي للمنتخب نجمة، ناهيك عن الهدايا من طرف العديد من المؤسسات الخاصّة والعامّة· فمنذ لقاء كوت ديفوار في نهائيات كأس أمم إفريقيا بأنغولا، والتي فاز بها على المنتخب الإيفواري بثلاثة أهداف لهدفين بعد الوقت الإضافي، لم يحقّق منتخبنا الوطني أيّ انتصار، حيث خسر أمام مصر ب (4/0) وأمام نيجيريا ب (1/0) وثلاث في نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا تعادل في واحدة أمام إنجلترا بدون أهداف وخسر ضد كلّ من سلوفينا والولايات المتّحدة الأمريكية بهدف لصفر، وبعد المونديال تعادل ضد تنزانيا بملعب البليدة بهدف لمثله، لتأتي الخسارة التي يمكن وصفها بالمذلّة والتاريخية أمام منتخب جدّ متواضع اسمه إفريقيا الوسطى· وفي المجموع خسر المنتخب الوطني من بين اللّقاءات السبعة الرّسمية التي خاضها منذ لقاء مواجهة كوت ديفوار، ستّة لقاءات وتعادل إلاّ لقاء واحد أمام تنزانيا بهدف لمثله· لكن المصيبة الكبرى أنه من خلال هذه المباريات الرّسمية سجّل خطّ هجوم المنتخب الوطني فقط هدفا واحدا، وهذا أمام منتخب تنزانيا، فيما دخلت مرمى منتخبنا عشرة أهداف كاملة· لكن الغريب في الأمر كلّه، وبالرغم من تعاقب النتائج السلبية للمنتخب الوطني إن لم نقل الفضائح والمهازل، آخرها مهزلة بانغي لم تحرّك الوزارة الوصية التي رأسها السيّد الهاشمي جيّار أيّ ساكن، وكأن هذه الهازل لا تهمّ إلاّ الاتحادية الجزائرية لكرة القدم· تحرّك الاتحادية وكما يعلم الجميع مسّ العارضة الفنّية فقط، فحتى وإن سلّمنا بأن الشيخ رابح سعدان هو الذي قدّم استقالته دون أيّ ضغوطات من أيّ جهة كانت، فإن استنجاد رئيس الفاف بالمدرّب عبد الحقّ بن شيخة لايزال اللّغز المحيّر، وهو الذي وعد فور رحيل سعدان بأنه سيستقدم مدرّبا كبيرا وله من الخبرة ما يسمح له بإعادة قطار المنتخب إلى السكّة الصحيحة، لكن الذي حدث أنه استنجد بمدرّب ومع احتراماتنا لعبد الحقّ بن شيخة إلاّ أنه يبقى غير مؤهّل لتولّي هذا المنصب، فكان من الأجدر حتى وإن عرضت عليه خلافة سعدان أن يرفض هذا العرض ويفضّل الاحتفاظ بمنصبه أو العمل كمساعد للمدرّب الكبير الذي قال عنه روراوة إنه سيكون خليفة سعدان· لكن هل يحقّ للوزارة الوصية أن تلتزم الصّمت إزاء كلّ هذه الهزائم التي يواصل منتخبنا حصدها، وهي التي منحت الملايير للاّعبين وتخصّص كذلك الملايير للاتحادية؟ وبما أن هذه الملايير لم تجلب لنا إلاّ العار، فيجب محاسبة من تمنح له الأموال على قول المثل الفرنسي أعطيك فرنكا أعطيني عملا متقنا والحديث قياس·