قرّرت محكمة جنايات العاصمة تأجيل النّظر في ملف الإرهابي المكنّى (نوح) إلى الدورة الجنائية المقبلة بسبب غياب دفاعه، حيث ينسب لهذا الأخير الذي كان ينشط صمن سرية (الهدى) بمدينة عين الدفلى وضواحيها المشاركة في العديد من المجازر التي أدّت إلى اغتيال أزيد من 100 شخص، إلى جانب عمليات الخطف والاغتصاب التي تعرّضت لها فتيات قصّر. يواجه المتّهم تهما ثقيلة تتعلّق بجنايات نشر التقتيل والانخراط في جماعة إرهابية مسلّحة غرضها بثّ الرعب في أوساط السكان وخلق جو انعدام الأمن والمساس بأمن الدولة وممتلكات الأشخاص وحيازة أسلحة حربية والتزوير واستعمال المزوّر، حيث تمّ توقيفه سنة 2006 من طرف مصالح مكافحة الإرهاب التي وصلت إليها معلومات حول تحرّك المدعو (ع. علي) الذي كان محلّ بحث بسبب التحاقه بتنظيم (الجيا) سنة 1997 ومشاركته في العديد من المجازر التي وقعت في الولايات الغربية، حيث تمّ توقيفه في حاجز أمني وبحوزته سلاح ناري ورخصتين سياقة مزوّرتين تحملان صورته واسمين مزوّرين باسم (نايلي) و(حاج قويدر). وبعد استجواب الإرهابي (نوح) من طرف الضبطية القضائية صرّح بأنه التحق بالمعاقل الإرهابية سنة1997 التي كانت متمركزة في جبال عين الدفلى بعد إخباره بأنه محلّ بحث من قِبل العناصر الأمنية، وهو الأمر الذي جعله يتّصل بأمير سرية (الهدى) التي كان يزعّمها المدعو (محمد تيطراوي)، كما كشف أن المتّهم منذ انضمامه إلى (الجيا) شارك في العديد من الأعمال الإرهابية التخريبية والدموية، منها نصب حواجز مزيّفة وكمائن للجيش الوطني وعناصر الشرطة راح ضحيتها أزيد من 100 شخص، وفي نوفمبر 1994 اتّصل بسرية حمام ريغة المتكوّنة من 30 إرهابيا كانت تنشط تحت إمرة المكنّى (نوح) الذي قضي عليه، وبأمر من هذا الأخير تمّ التهجّم على منازل قاطني حي عين البنيان المتواجدة بعين الدفلى من أجل الاستيلاء على أموالهم وتمّ جمع أزيد من 80 مليون دج، كما شارك في عمليات اغتيال العديد من عناصر الحرس البلدي بمنطقة بني علال بمليانة. كما اعترف المتّهم بأنه كان شاهدا على ضمّ عناصر كتيبة (الهدى) مع كتيبة (طارق بن زياد) ليصبح عددهم 200 إرهابي قاموا خلال تلك الفترة باغتيال 14 شرطيا بولاية البليدة، وفي سنة 2002 شارك في عملية قتل 8 رعاة بجبابرة بمنطقة حمام ريغة و16 مواطنا بسيدي لخضر، وفي 2003 تمّ نصب العديد من الحواجز المزيّفة التي كانت من خلالها العناصر الإرهابية تقوم بجمع أسلحة وذخيرة الضحايا التي كانوا من السلك الأمني، كما أنهم قاموا باختطاف فتاة في 7 أفريل 2005 وقاموا باغتصابها بعد أن تداول عليها كلّ العناصر الإرهابية التي كانت معه وفي اليوم الموالي قاموا بذبحها، كما أنهم قاموا بمحاولة تفجير مقرّ الفديرالية الوطنية لقدماء المجاهدين، وهي الأقوال التي تمسّك بها أمس المتّهم. وتجدر الإشارة إلى أن القضية عادت بعد الطعن بالنقض لدى المحكمة العليا، حيث سبق وأن أدين المتّهم بالإعدام.