حُكم عليهما بالإعدام.. محاكمة إرهابيين تكشف: هكذا تم اغتيال مئات الجزائريين الأمير "الصديق" أعدمه تنظيمه.. والإرهابي ياسين ثأر من الجيش حقائق مثيرة كشفتها محاكمة إرهابيين ينحدران من الشلف، الأول يكنى با (المهلب) والثاني (ياسين)، حيث حمل ملفهما تفاصيل أبشع المجازر والاعتداءات التي كانت ترتكب في حق الأبرياء العزل من طرف عناصر كتيبة (النصر) بإمرة (الصديق) قبل أن يتم تصفيته على يد عناصره بعدما اكتشفوا تجنيده من طرف المخابرات ثم تحت إمرة (ابوياسين) عبر محور غليزان، معسكر وعين الدفلى والشلف، المدية، تيارت وصولا إلى البليدة، إلى جانب اغتصاب جماعي للنساء والذبح والقتل رميا بالرصاص ونصب الكمائن والحواجز المزيفة لقتل أعوان الجيش والأمن. كما تضمن ملف المتهمان الكثير من التفاصيل عن الجرائم البشعة التي ارتكبتها جماعة الأمير (أبو ياسين)' التابعة والناشطة بمنطقة الشلف والبلدية والمدية على وجه العموم، والتي تنوعت بين الذبح والاختطاف والاغتصاب الجماعي وإبادة عائلات بأكملها، حيث شاركا المتهمان في اغتيال ما لا يقل عن 700 مواطن من مدنيين وعسكريين من بينهم 60 امرأة تم اختطافهن واغتصابهن جماعيا قبل ان يتم ذبحهن، وهي الأحداث التي انطلقا في سردها ساعة توقيفهما سنة 2005 وبحوزتهما هويات مزورة وأسلحة كانا بصدد تنفيذ عملية إرهابية ضد قوات الجيش الشعبي الوطني. محاكمة المتهمين استهلت بتلاوة قرار الإحالة الذي حمل اعترافات المتهمين بجميع التهم المنسوبة إليهما المتعلقة بإنشاء وتنظيم وتسيير جماعة إرهابية مسلحة غرضها التقتيل والتخريب ومحاولة التقتيل والتخريب وبث الرعب في أوساط السكان وخلق جو انعدام الأمن وتعريض حياة الأشخاص وممتلكاتهم للخطر وحيازة أسلحة وذخيرة حربية دون ترخيص وتخريب وحرق مؤسسات الدولة، حيث ينسب للمتهم (ك.الجيلالي) المكنى الملهب (التحاقه بالجماعات الإرهابية على يد ابن عمه سنة 1997 حيث انضم إلى كتيبة النصر المتكونة من 90 عنصرا وهناك تلقى تدريبا ولم يشارك في أي عملية إلى غاية 1999 حيث قام بالهجوم على بلدية تاجنة بالشلف التي اغتيل فيها أزيد من 50 مدني واختطاف 9 نساء تم اقتيادهن إلى المركز الإرهابي بواد الرمان أين تم اغتصابهن من بينهن (فاطمة الزهراء) 22 سنة و(مليكة 14 سنة وأنه هو من تولى عملية اغتصابهن وذبحهن، وحسب تصريحات المتهم فإنه فور اكتشاف هذا المعقل من قبل قوات الأمن قامت الجماعة الإرهابية بذبح النساء المحتجزات وفرت نحو مخبأ آخر وفي نفس السنة شارك في اغتيال 07 عسكريين وعنصرين من الحرس البلدي. وفي سنة 2001 أقدم المتهم بمشاركة الإرهابي (ابو ياسين) في حرق قرية نائية بالشلف تم اغتيال 07 أطفال من حفظة القرآن بالزاوية وقتل 05 أفراد من عائلة واحدة و15 راعيا، كما شارك في شهر رمضان من سنة 2002 في اغتيال راعي واختطاف 19 فتاة والتداول على اغتصابهن وذبحهن واغتيال 05 أفراد من عائلة واحدة واغتيال عائلات من البدو الرحل، كما شارك رفقة الإرهابي عكاشة في اغتصاب امرأة والتداول عليها لمدة 12 يوما. أما المتهم (ع.علي) الذي ترعرع ضمن تنظيم الجيا ونشط تحت لواء جميع أمرائه بداية من عنتر زوابري إلى (نور الدين الأربي جي) فينسب له هو ايضاء العديد من المجازر منذ التحاقه بالجماعات الإرهابية سنة 1996 من بينها اغتيال 23 فردا من عائلة واحدة في حفل زفاف بمنطقة الأربعاء البليدة اغتيال 09 من حفظة القرآن بمنطقة هوادنة والهجوم على ثكنة الحرس البلدي بحمام ريغة لاغتيالهم والاستيلاء على أسلحتهم واغتيل 16 مواطنا كانوا على متن حافلة لنقل المسافرين واختطاف 17 امرأة إلى جانب نصب حواجز مزيفة واغتيال المواطنين. المهلب: "أعدمنا الأمير الصديق بعدما اكتشفنا خيانته" وخلال مواجهة المتهم (المهلب) من طرف هيئة المحكمة بالأفعال المنسوبة إليه، أثار الكثير من الجدل بعدما أصر المثول في كرسي الاستجواب وليس في مقعد حجز المتهمين، مؤكدا لهيئة المحكمة أن عدم احترام الإجراءات دليل على وجود أحكام مسبقة ضده غير أن القاضي أكد أنه تصرف قانوني وإجراء أمني محض وليس له علاقة بالملف، وبعد شد جذب اقتنع المتهم وكشف أنه فعلا التحق بالجماعات الإرهابية سنة 1997 وشارك فقط في عمليتين ضد عسكريين كانوا في حالة تمشيط لمعاقلهم كما اعترف باعتدائه على مجموعة الحرس البلدي. واعترف المتهم خلال الجلسة بمشاركته في عمليتين فقط، أما فيما يخص الأمير الصديق فقد اعترف المتهم أنه بعد انشقاقهم عن الجيا تولى إمارتهم المدعو الصديق وأثناء تواجدهم بمنطقة بلقوسام بالبليدة التحق بهم 18 عنصرا تبين فيما بعد أنهم من قوات الأمن تسللوا للإطاحة بهم وأنهم سلموا أسلحة للأمير الصديق ليكتشف بعدها أنه مجند من المخابرات وقررنا تصفيته وهو ماجعل القاضي يتساءل كيف تأكدوا من المعلومة؟، فصرح أن الإرهابين لديهم وسائل اتصال في كل مكان إذ جاءتهم إخبارية من الشعب أنهم شاهدوه يتلقى الأسلحة من طرف مصالح الأمن. اما فيما يخص باقي الجرائم فقد أكد أنه لم يرتكبها وقد أدين لأجلها بالإعدام على مستوى مجلسي قضاء الشلفوالبليدة وأنه فعلا وقّع على محاضر الاستجواب بعدما تم التغرير به من طرف المحققين الذين أكدوا له أنهم سيسعوا حتى يستفيد من تدابير المصالحة الوطنية. ياسين: "أنا ضحية النظام وصعدت للجبل لمحاربة ظلمه" من جهته الإرهابي المكنى (ياسين) فقد صرح أنه صعد للجبل بعد تعرضه للظلم من طرف قوات الجيش الشعبي الوطني التي قامت بربطه إلى جرار وسحبه على الطريق لمسافة 07 كلم وهو شاب لم يتجاوز 17 سنة الأمر الذي ولّد لديه الحقد والضغينة ضد النظام فالتحق بالجماعات الإرهابية، ثم انقسم على تنظيم الجيا وحارب كتيبة الأهوال، معترفا بارتكابه مجازر ضد العسكريين وأنه غير نادم على ذلك كما نفى في الوقت ذاته قيامه باغتصاب النساء أو قتل المدنيين العزل، حيث كشف أنه شارك في نصب ما لا يقل عن 10 كمائن لقوات الجيش واغتيال عناصر الشرطة. وأمام خطورة هذه الوقائع التمس ممثل الحق العام عقوبة الإعدام في حق المتهمين، وهي العقوبة التي ارتأت هيئة المحكمة أن تطوي بها واحد من ملفات أبشع جرائم الجماعات الإرهابية بالجزائر.