شهدت مساجد ولاية عنابة، يوم أول أمس الجمعة، عملية جديدة لجمع التبرعات لمشروع المسجد الكبير الذي لم تتقدم الأشغال به قيد أنملة على الرغم من بعثه قبل حوالي ال 10 سنوات. أطلقت مديرية الشؤون الدينية لولاية عنابة، حملة جديدة لجمع التبرعات في المساجد وذلك للمساهمة في بناء المسجد الكبير، وهي العملية التي أبدى جموع المصلين استغرابهم منها باعتبار أن جمع التبرعات لهذا المشروع تم على مدار عدة سنوات ورغم ذلك لم تنطلق الأشغال به، وهو ما دفع العديد منهم إلى العزوف عن التبرع، وحسب مصادرنا فإن عملية جمع التبرعات ستتم طوال شهر رمضان خلال صلاة الجمعة وفي بعض الأحيان قبل صلاة التراويح، حيث تهدف مديرية الشؤون الدينية ومن خلالها اللجنة الدينية للمسجد الكبير إلى جمع مبلغ معتبر من التبرعات ليتم إضافته إلى مبلغ ال 160 مليار سنتيم الذي ضخته السلطات المحلية في حساب المشروع، وهي المبالغ المالية التي دفعت العديد من العنابيين إلى التساؤل حول مصيرها، حيث تحدث البعض منهم عن سرقة بعضها فيما تحدث البعض الآخر عن إلغاء المشروع تماما، هذه الفرضيات دفعت “آخر ساعة” إلى التقرب من مديرية البناء والتعمير لولاية عنابة المكلفة بمتابعة المشروع، حيث أكدت لنا أن اللجنة الدينية وضعت لها خارطة طريق من أجل تشييد المشروع في أوقات محددة، هذا التحرك من المديرية رافقه ضخ السلطات المحلية لولاية عنابة مبلغا قدره 100 مليار سنتيم، شهر فيفري الماضي، يضاف إلى مبلغ 60 مليار سنتيم الذي تم ضخه من قبل في الحساب البنكي للمشروع، وحسب خارطة الطريقة التي وضعتها اللجنة فإن أشغال البناء ستنطلق، شهر نوفمبر 2014 على أن يسلم عام 2018 على أقصى تقدير، ويأتي تحديد هذا التاريخ بعد أن تم اختيار مكتب دراسات جديد لإعادة النظر في الدراسات الأولية للمشروع بعد تغيير مكانه من أعلى هضبة “بوخضرة” إلى جوار القطب الجامعي بالبوني، كما تم تقليص سعته من 16 آلف مصلي إلى 10 آلاف مصلي بالإضافة إلى تقليص المساحة المغطاة من 42 ألف متر مربع إلى 20 ألف متر مربع، وهذه التغييرات ساهمت في تقليص تكلفة الانجاز من 380 مليار سنتيم إلى 230 مليار. وبخصوص الشركة التي ستتكفل بعملية البناء أوضحت المديرية أن توجهها يسير نحو اختيار شركة أجنبية على الأغلب ستكون صينية بسبب التزام شركات هذه الأخيرة بمواعيد التسليم ومعايير الانجاز. يشار إلى أن هذا المشروع يتضمن حسب بطاقته التقنية العديد من المرافق على غرار المنارة التي يصل ارتفاعها إلى 100 متر، مدرسة قرآنية، دار الفتوى، قاعة للمحاضرات، موقف سيارات، نافورات بالإضافة إلى توفره على مداخل من الجهات الأربع جنوب، شمال، شرق وغرب.