معلم ديني ضخم إلتهم الملايير و يراوح مكانه منذ 13 سنة تعكف السلطات المحلية بعنابة على إدخال تعديلات على مشروع إنجاز المسجد الكبير بعد تقديم اللجنة الوطنية للصفقات العمومية تحفظاتها و احترازاتها نظرا لوجود عدة نقائص و المتعلقة بإعداد الدراسة الأولية ، ومخالفة بعض الإجراءات القانونية في ما يخص إعداد التكلفة الإجمالية للمشروع بعد الإطلاع على دفتر شروط من أجل المصادقة عليه ، لبدأ أشغال انجاز المعلم الديني بهضبة بوخضرة في بلدية البوني مع قرابة الانتهاء من تهيئة أرضية المشروع الذي عرف تأخرا كبيرا منذ إطلاقه سنة 2000 . وحسب مصدر مسؤول بمديرية التعمير والبناء فإن مصالحه أخذت بعين الاعتبار التحفظات التي قدمتها اللجنة الوطنية للصفقات العمومية حول مشروع الجامع الكبير، حيث تم إدخال تعديلات على ضوئها من أجل إعادة رفع دفتر الشروط مجددا للمصادقة عليه ،و طرح مناقصة إنجاز المشروع على المؤسسات الوطنية والأجنبية الراغبة في إنجاز المعلم الديني الضخم الذي يتربع على مساحة 7 هكتار، بقاعة صلاة تستوعب 16 ألف مصلي، وبصحن مساحته 960 متر مربع، ومنارة بارتفاع 100 متر، ومحراب بعلو 20 مترا، إلى جانب مرافق أخرى منها قاعة للتعليم ومكتبة ومبان خاصة بإيواء الطلبة، فضلا عن حظيرة سيارات . وأشار ذات المصدر إلى التركيز في إعداد الدراسة الأولية على المجمع الرئيسي بشقه المتعلق بالهندسة المدنية ،حيث وصل المبلغ الإجمالي لإنجاز هذا الشطر 450 مليار سنتيم . وطالب والي عنابة في وقت سابق بضرورة تهيئة الأرضية المخصصة لهذا الجامع قبل نهاية السنة الجارية، والتي تتميز بأرضية صلبة تستحوذ على 30 ألف متر مربع. كما أشار رئيس اللجنة الدينية للمسجد إلى أن هذه المنشأة تعول عليها الولاية لتحريك السياحة الدينية، وقد وافق أعضاء المجلس الشعبي الولائي على جميع الاقتراحات المقدمة، مؤكدين على أن هذا الصرح الديني تنتظره عدة ولايات أخرى من أجل تفعيل مبادرات حفظة القرآن، فيما طالب المنتحبون المحليون بضرورة تقديم الإعانات المالية ومساهمة البلديات لتكفل بهذا المشروع مع طلب تصنيفه كمسجد وطني. وفي سياق متصل، وصل مبلغ التبرعات المقدمة لبناء المسجد الكبير إلى 60 مليار سنتيم، تبرع بها بعض المحسنين من رجال الأعمال بالولاية، إلى جانب غلاف مالي آخر منحته وزارة الشؤون الدينية خلال سنة 2010. و رغم مرور 13 سنة عن إطلاق هذه المنشأة الدينية، إلا أن عملية الإنجاز بقيت في نقطة الصفر، وذلك لأن الدراسة التي أسندت لعدة مكاتب أجنبية كانت خاطئة حسب مصادر النصر، الأمر الذي أدى إلى استنزاف الأموال المخصصة لهذا المعلم الديني، إلى جانب صعوبة التضاريس. وقد تحركت المصالح الأمنية بعد رفع تقارير من قبل بعض الحركات الجمعوية والمنتخبين المحليين تتحدث عن تبديد للمال العام وتحويله إلى وجهات أخرى، دون الإفراج عن هذا المشروع المتوقف، والذي تعوّل عليه ولاية عنابة من أجل تعزيز السياحة الدينية .