عادت الاحتجاجات مرة أخرى ببلدية الشريعة بولاية تبسة والتي سبق وأن عبر عنها مواطنو بلدية الشريعة في الأيام القليلة الماضية عن طريق إضرام النيران وغلق الطرقات واستعمال العنف لإيصال مطالبهم التي هي بالأساس اجتماعية وتتمحور حول إيقاف مهزلة المجلس الشعبي البلدي الذي أصبح مؤخرا مصدر إزعاج للمواطن بهاته البلدية وترجع أسباب ذلك للضعف والتقصير في أداء مهامه المنوط به لخدمة المواطن حسب ما عبرت عنه هذه الاحتجاجات، حيث شهد مساء أول أمس ، مدخل مدينة الشريعة من جهة طريق تبسة فوضى عارمة عرفت إقدام العشرات من المواطنين على غلق الطريق الرئيسي وشل حركة المرور إلى غاية منتصف الليل وذلك بواسطة الحجارة وحرق العجلات المطاطية كما قاموا برفع لافتات تعبر عن ‘' الحقرة والتهميش ‘' وتطالب بتحسين الوضع المعيشي بالمنطقة ومن أبرز مطالب المحتجين هو حل إشكالية نقص وعدم توفر الماء الصالح للشرب بالشكل الكافي والذي من شأنه تغطية حاجيات أغلب أحياء المدينة التي تعاني منذ عدة أشهر من أزمة كبيرة في التموين بهذه المادة الحيوية وتسببت لها في متاعب جمة لاسيما خلال شهر رمضان المعظم، إلى جانب هذا اشتكى المواطنون من انعدام التهيئة الحضرية حيث أن غياب مشاريع فعالة أعطى للمدينة صورة شبيهة بحياة الريف إذا علمنا أن مدينة الشريعة تعتبر من أكبر المدن بالولاية رقم 12، وذلك نظرا لتدهور وضعية جل الطرقات وكثرة الحفر والمطبات بها وكذا مشكل انتشار الأوساخ وتجمعها بالأماكن العمومية وبالأحياء في شكل يوحي بالاشمئزاز والقذارة ..، وبالموازاة مع تنظيم الحركة الاحتجاجية حاول المحتجون ليلة أول أمس مهاجمة رئيس البلدية وذلك أثناء محاولته للتحاور معهم، غير أن قناعاتهم برفض شخصه على رأس المجلس الشعبي البلدي زادت من صعوبة مهمته في إقناع المحتجين بطرق عقلانية، حيث أنه بمجرد نزوله من السيارة تدافع المحتجون نحوه بسرعة وشدة الغضب بادية على وجوههم ما أجبره ذلك على العودة إلى السيارة ومغادرة موقع الاحتجاج حالا خوفا على نفسه من الاعتداء، وكان قد شيعه المحتجون بوابل من الحجارة وتعالت أصواتهم مطالبين برحيله لضمان إنهاء معاناتهم والتي تبقى حسبهم متواصلة باستمرار مهام هذا المنتخب، في اليوم الموالي تجمع العشرات من الموطنين خلال الصبيحة وذلك أمام مقر البلدية لرفع انشغالاتهم في وقفة سلمية مطالبين من والي ولاية تبسة التدخل وبعث بحصص التنمية وحل مشاكل المنطقة التي أضحت منكوبة.