يصر سكان بلدية ابن باديس ، على منع الشاحنات المحملة بالنفايات المنزلية القادمة من عاصمة الولاية قسنطينة وبلديات الخروب وعين عبيد وأولاد رحمون، والمدينة الجديدة علي منجلي إضافة إلى عين السمارة، من تفريغ حمولاتها في مركز الدفن التقني للنفايات المنزلية بمنطقة جبل بوغارب، و هذا احتجاجا على الروائح المنبعثة منها والتي تسببت في تفاقم الأمراض التنفسية والحساسية في أرجاء البلدية وكذا تلوث المحيط بعصارة تحلل ذات النفايات التي تصب من المنشأة في المجاري المائية بمنطقة مزرعة منايفي المعروفة ب»خنابة» على مسافة عدة كيلومترات حسب المحتجين.هذا الوضع أدى إلى تواصل ست بلديات من أصل اثني عشر بلدية بقسنطينة غرقها في أطنان من القمامة لليوم الخامس على التوالي عقب منع سكان ابن باديس شاحنات جمع النفايات من بلوغ مركز الردم التقني، في حين سمحت بلدية ديدوش مراد باستغلال مفرغتها مؤقتا في انتظار إيجاد حل نهائي وشامل للمشكلة التي تضرر منها سكان عدة بلديات.وتحوّل المشهد العام بالبلديات الست إلى فوضى عارمة، بسبب الانتشار العشوائي لأكياس القمامة والنفايات المنزلية، في حين كان المشهد أكثر حدة بالقرب من أسواق الخضر، أين تراكمت أكوام ضخمة من النفايات، بينما حاول المسؤولون تسيير الأزمة و الحد منها، برفع أكوام النفايات من أحياء وسط المدينة، في حين بقي الوضع على حاله بالأحياء الأخرى. وخلقت أكوام النفايات المنتشرة بكل مكان تذمرا كبيرا للمواطنين، الذين طالبوا بضرورة إيجاد حل جذري لمشكل النفايات، الذي أصبح هاجسا كبيرا لديهم، خصوصا وأنه يزيد من مشكل غياب النظافة بالمدينة المتأثرة بعشرات المشاريع التي تلقي بظلالها على نظافة المحيط بما تخلفه من ردوم.المحتجون منعوا شاحنات جمع النفايات المنزلية في مدخل بلدية ابن باديس ، ومن جهة عين عبيد ، وذلك ابتداء من منتصف ليلة أول أمس وطوال نهار أمس، ممّا جعل 32 مؤسسة خاصة وعددا كبيرا من الشاحنات التابعة للبلديات ، تجمع حوالي 600 طن من النفايات يوميا تبقى شاحناتها محملة بشحناتها دون تفريغ في درجة حرارة جد مرتفعة. وحسب من تحدثنا إليهم، فإن حركتهم الاحتجاجية لن تتوقف مطالبين بغلق المركز ، جراء تسببه في تفاقم مختلف الأمراض وعلى رأسها السرطان بمختلف أنواعه كما يقولون ، إضافة إلى تلوث الهواء وانبعاث الروائح الكريهة مساء مما يمنعهم من فتح نوافذهم ، هذا وقد قال أحدهم أن ضيوفا جاءوه منعتهم ذات الروائح من المبيت عنده.وفي نفس الصدد قال لنا مسؤولون عن مؤسسات جمع النفايات المنزلية ، أنهم ينتظرون حلا من المسؤولين وستبقى الشاحنات محملة في انتظار انفراج الأزمة التي بدأت آثارها تظهر على المدينة وبلدياتها بتكدس النفايات عبر العديد من أحياء قسنطينة ، في ظل منع تفريغ المشحونة منها في غير ذات المنشأة .و يواصل المحتجون غلق الطريق المؤدي للمردمة مؤكدين على رفضهم مقترحات الولاية بالشروع في ردم الأخدود الحالي خلال عشرة أيام ومعالجته بالجير للحد من حدة الروائح الكريهة، ومنع تسرب عصارة تفسخ المواد المتحللة خارج أسوار مركز الدفن التقني، مع الانطلاق في استغلال أخدود ثان وإتباع طرق علمية جديدة في معالجة النفايات بتغطية كل طبقة تضغط بمثلها من التراب، للحد من المشاكل المطروحة.وتشير مصادرنا أن السلطات المحلية للولاية تسعى لفتح مركز المعالجة والتدوير في بلدية عين سمارة بعد شهر، بحيث ستكون الحلول أكثر نجاعة، لاسيما وأن المركز الأخير سيستقبل نفايات مدينة قسنطينة وعلي منجلي وبعض المناطق الأخرى، أين سيتم فصل النفايات الصلبة عن المنزلية التي تحوّل بعد المعالجة إلى مركز بوغارب للدفن.