أعلنت فرنسا رفضها التفاوض مع مختطفي رعيتها بالجزائر، والخضوع لشروط الجماعة الإرهابية المنضوية تحت لواء ما يعرف ب »جند الخلافة«، معتبرة أن تقديمها لأي تنازل بمثابة »انتصار للإرهاب«، وبدورها أعلنت وزارة الداخلية والجماعات المحلية عن مباشرة مصالح الأمن عملية تمشيط واسعة بجبال تيزي وزو للبحث عن الرعية الفرنسي وعناصر التنظيم المتورطين في اختطافه. قال رئيس الوزراء الفرنسي إيمانويل فالس، إن فرنسا ترفض التفاوض مع مختطفي الرعية الفرنسي بالجزائر، وإنها »لن تخضع أبدا للابتزاز«، في إشارة إلى الشروط التي وضعتها الجماعة المعروفة ب»جند الخلافة« لإطلاق سراح الرهينة، حين هددت بقتله في الساعات الأربع والعشرين المقبلة إذا لم توقف فرنسا ضرباتها الجوية ضد تنظيم »داعش« في العراق، ولقد اعتبر فالس في تصريح خص به أمس لإذاعة »أوروبا 1«، أن أي تنازل تقوم به السلطات الفرنسية في هذه القضية سيكون بمثابة »انتصار للإرهاب«، حين قال »في حال تنازلنا ولو قليلا فذلك يشكل انتصارا للإرهاب«. وعقب إعلان نبأ اختطاف الرعية الفرنسي بالجزائر من قبل التنظيم المقرب مما يعرف ب»تنظيم الدولة الإسلامية«، أصدرت الخارجية الفرنسية بيانا حذرت من خلاله رعاياها المقيمين في 30 دولة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، ومنطقة الساحل الأفريقي، من تهديدات ما يعرف ب»داعش« إزاء الفرنسيين، وطالبت المواطنين الفرنسيين بتوخي أقصى درجات الحيطة والحذر في أماكن وجودهم، كما دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الفرنسيين خارج البلاد إلى المسارعة للتواصل مع بعثاتها الدبلوماسية. ومن جهتها، كانت وزارة الداخلية والجماعات المحلية قد أكدت في بيان لها، نبأ اختطاف الرعية الفرنسي من طرف التنظيم المسمى »جند الخلافة« الموالي لما يعرف ب»داعش«، ولقد أورد بيان الداخلية أن مجموعة من الأفراد قاموا ليلة الأحد بتوقيف سيارة بالقرب من قرية آيت وابان بلدية اقبيل بولاية تيزي وزو، كان على متنها مجموعة من الجزائريين برفقة الرعية الفرنسي المسمى قوردال هارفي بيار، البالغ من العمر 55 سنة وهو مرشد تسلق الجبال مقيم منذ قدومه إلى الجزائر يوم 20 سبتمبر الجاري بشالي كائن بالقرب من مركب تيكجدة. وواصلت وثيقة وزارة الداخلية، التي أفادت أن المختطفين أطلقوا سراح المواطنين الجزائريين وتخلوا عن المركبة بعين المكان، في حين قاموا بالاحتفاظ بالرعية الفرنسي لوحده وتوجهوا به نحو وجهة مجهولة، وعلى إثر تلقي هذه المعلومات أكد بيان الوزارة بأن قوات الأمن باشرت عملية تمشيط واسعة بالمنطقة، وأن البحث لا يزال جاريا. وكان الوزير الأول عبد المالك سلال، قد تحادث هاتفيا مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، عقب عملية اختطاف الرعية الفرنسي، حيث أكد هولاند أن الجانب الجزائري أبدى استعدادا كبيرا للتعاون مع السلطات الفرنسية، وشدد الطرفان على العمل سويا من أجل تحرير الرهينة المختطف وعدم الانصياع لضغوطات الجماعات الإرهابية.