شهدت ولاية عنابة في السنوات الأخيرة العديد من العمليات الإجرامية راح ضحيتها العشرات من المواطنين، من بينهم عجائز في الجريمة النكراء التي قتلت خلالها عجوز في العقد التاسع من عمرها بحي «لي سونتون»، وتلتها جريمة أخرى بحي «المحافر» أودت بحياة عجوز في الثمانينيات، ليلتحق بهذه القائمة شاب بترت يده في البوني والذي يبدو أنه لن يكون الأخير. حيث نظم عدد من شباب الحي حركة احتجاجية سلمية بمحاذاة الاقامة الجامعية ، للمطالبة بتدخل السلطات المحلية بغية الاستماع الى انشغالاتهم في مقدمتها ازالة السوق الفوضوي للخضر والفواكه ،وإزالة الاوساخ والقاذورات من وسط الحي ،.. غير أن الأحداث تسارعت ، بعد أن أقدم المحتجون على قطع الطريق بالمتاريس والعجلات المطاطية المضرمة بالنيران ، وفي خطوة للتصعيد اسقط المحتجون عمود إنارة عمومية للاستعانة به في غلق جميع المنافذ المؤدية للحي ، الامر الذي استدعى تدخل وحدات الأمن المختصة إقليميا ، في محاولة منها لتفريق جموع الغاضبين و اقناعهم بالعدول عن قرارهم من خلال إعادة فتح الطريق أمام حركة المرور على أن ترفع انشغالهم إلى السلطات المعنية للنظر فيها ،غير ان تعنت الثائرين ورفضهم إخلاء موقع الاحتجاج قبل حضور المسؤولين والتحدث اليهم مباشرة ،اخرج الحركة الاحتجاجية عن مسارها في حدود الساعة العاشرة ليلا وحولها الى اعمال شغب وتخريب استعملت فيها جميع أنواع الأسلحة البيضاء المحظورة من سيوف وسكاكين ،مما اضطر عناصر الامن المتدخلة للتشديد من لهجتها من خلال طلب تعزيزات امنية من مركز المناوبة بالمديرية الولائية للآمن الوطني ، على اثرها تدخلت فرقة « BRI « في ظل تواجد عناصر فرقة مكافحة الشغب في مهمة ، الأخيرة عملت على تطويق مسرح الأحداث و محاصرة جموع الغاضبين وفي محاولة لها التدخل لتفريقهم ، واجههم المتجمهرون بالزجاجات الحارقة «المولوتوف» ، الأمر الذي أدخل الطرفين في مواجهات عنيفة استمرت الى غاية حدود الساعة الرابعة فجرا ، وذلك حسب ما نقله شهود عيان «ل آخر ساعة» والذين افادوا بان اعمال الشغب خلفت تحطيم عدد من السيارات السياحية ملك للخواص كانت مركونة بمسرح الاحتجاج وكذا حرق خانات بيع الخضر والفواكه و سقوط اعمدة الانارة العمومية عمدا ، و خلفت خسائر مادية كبيرة ، كما اسفرت عن سقوط جرحى وانتهت باعتقال عدد من الشباب حيث تم اقتيادهم إلى مقر الامن وحررت محاضر سماع ضدهم في انتظار تقديمهم امام الجهات القضائية لمواجهة التهم المنسوبة اليهم ... من جهتها تسببت الأحداث في غلق جميع المنافذ المؤدية إلى وسط الحي بعد أن شلت حركة المرور نهائيا لعدة ساعات الأمر الذي خلف موجة سخط واستياء شديدين وسط أصحاب المركبات ممن تعذر عليها عبور الطريق تخوفا من تعرضهم لإصابات ، كما تسببت أعمال التخريب في احداث حالة رعب وخوف شديدين وسط السكان و المارة ...في السياق ذاته كشف الشهود الذين أوردونا الخبر بان الشرطة العلمية تدخلت هي الاخرى والتقطت صورا للممتلكات التي ألحقتها أضرار جسيمة ..نتيجة الرشق العشوائي بقارورات المولوتوف من طرف الشباب الغاضب ، بغية متابعة المتسببين و ضمان حقوق الضحايا هذا وتبقى التحريات الأمنية جارية لكشف ملابسات القضية و الاطاحة بالرؤوس المحرضة ....