شرع مكتب الدراسات الذي فاز بمشروع المسجد الكبير بعنابة في عمله وذلك بعد انتظار طويل، حيث تسببت الإجراءات الإدارية المعقدة في تأخر انطلاق الأشغال عدة مرات، وكانت آخرها الفاتح نوفمبر الماضي وهو تاريخ آخر أجل حددته «اللجنة الدينية للمسجد الكبير» وكشف مصدر مسؤول في مديرية البناء والتعمير؛ التي تشرف على المشروع، أن مكتب الدراسات باشر عمله الميداني منذ قرابة الشهر على أن يقوم بتسليم الدراسات اللازمة المتعلقة بالمشروع بعد حوالي الأربعة أشهر، لافتا إلا أن هذه العملية هي المرحلة الأولى في طريق تحويل المشروع إلى حقيقة، وأضاف المصدر أنه وفي حال سارت الأمور كما هو مخطط له فإن أشغال البناء في المسجد ستنطلق مطلع الصيف المقبل، مؤكدا أن جميع العقبات أزيلت ولم يعد هناك أي عذر من أجل تأخير المشروع أكثر، خصوصا وأن نسبة كبيرة من الغلاف المالي الخاص بالمشروع متوفر، وذلك بعد أن ضخت السلطات المحلية لولاية عنابة قبل حوالي العام مبلغا ماليا قدره 100 مليار سنتيم أضافته لمبلغ 60 مليار سنتيم الذي تم ضخه من قبل في حساب المشروع، الذي دارت حول مصيره الكثير من الأحاديث في الشارع العنابي، خصوصا فيما يتعلق بمصيره ومصير الأموال التي خصصتها الدولة له وتبرعات المواطنين، باعتبار أن «المسجد الكبير» أعلن عنه قبل حوالي ال 10 سنوات، غير أن «اللجنة الدينية» لم تتمكن من السهر على المشروع بالشكل اللازم، حيث كان آخر موعد وضعته لانطلاق الأشغال هو الفاتح نوفمبر الماضي، إلا أن طعن بعض مكاتب الدراسات في فوز مكتب دراسات من ولاية باتنة بالصفقة، حال دون انطلاق الأشغال في هذا التاريخ الرمزي. يشار إلى أن المشروع تم إعادة النظر في الدراسات الأولية الخاصة به، حيث تم تغيير مكانه من أعلى هضبة «بوخضرة» إلى جوار القطب الجامعي ببلدية البوني، كما تم تقليص سعته من 16 آلف مصلي إلى 10 آلاف مصلي بالإضافة إلى تقليص المساحة المغطاة من 42 ألف متر مربع إلى 20 ألف متر مربع، وهذه التغييرات ساهمت في تقليص تكلفة الانجاز من 380 مليار سنتيم إلى 230 مليارا، وحسب مصادر «آخر ساعة» فإن مديرية البناء والتعمير لولاية عنابة تتجه لاختيار شركة أجنبية لانجاز المشروع وذلك لاحترام هذه الأخيرة مواعيد ومعايير الإنجاز، مشيرا إلى أن المشروع سيسلم بعد 3 سنوات من انطلاق الأشغال أي عام 2018. وما تجدر الإشارة إليه أيضا يشار أن هذا المشروع الضخم يتضمن حسب بطاقته التقنية العديد من المرافق على غرار المنارة التي يصل ارتفاعها إلى 100 متر، مدرسة قرآنية، دار الفتوى، قاعة للمحاضرات، موقف سيارات، نافورات بالإضافة إلى توفره على مداخل من الجهات الأربع جنوب، شمال، شرق وغرب، كما تفكر اللجنة الدينية في تشييد جسر للراجلين يربط بينه وبين القطب الجامعي الجديد المحاذي له.