ندد "هواري قدور" الأمين الوطني المكلف بالملفات المختصة بالرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان أمس الثلاثاء ببرنامج (فرونتاكس)الذي أعده الاتحاد الأوروبي و الذي حول البحر المتوسط إلى جدار لايمكن تجاوزه و أصبح دول جنوب البحر المتوسط حراس وأمام هذا الخرق لحرية التنقل تبقى مسؤولية دول الشمال ودول الجنوب قائمة، إضافة إلى عجزهم عن اخذ الدوافع الإنسانية بعين الاعتبار. كما دقت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان حسب التقرير الدي تحوز “ اخر ساعة “ على نسخة ناقوس إزاء الخطر الذي يطال مهاجرين يموتون وسط الرمال تحت أشعة الشمس الحارقة. والظما الشديد ، يقطعون مسافات طويلة على امتداد مساحات مفتوحة في الصحراء يكونون فيها عرضة لجملة من الأخطار على رأسها سقوطهم في أيدي مافيا الاتجار بالبشرخاصة النساء والفتيات، لتبقى هذه الماسي بعيدة كل البعد عن اهتمامات الإعلام الأوروبي إذ قلما يبرز معاناتهم والظاهرة لا تعني دول الشمال من الاتحاد الأوروبي الذي يضغط على بلدان إفريقيا الشمالية لتنفذ ما يتلاءم و أجنداتها بالتركيز على فرنسا وإيطاليا وإسبانيا الحريصة على إقامة حاجز يمنع مرور قوافل المهاجرين غير الشرعيين، و فرز وانتقاء ما يلبي حاجتها لتمريره إلى أوروبا ,وهو أمر يثير حفيظة “هواري قدور” الأمين الوطني المكلف بالملفات المختصة الذي رافع من اجل وضع حد لهذه المأساة التي أضحت تتصدر قوائم الماسي التي تحرك الضمائر لما تترتب عنها من حوادث أليمة واستوقفت المجتمع الدولي برمته حول ضرورة الإسراع في وضع إستراتيجية شاملة و متوازنة لمعالجة ظاهرة الهجرة و تسيير تدفقها في ظل الاحترام التام لحقوق الإنسان و كرامة المهاجرين 50ألف مهاجر تحت خط التهميش التشرد، التسول والإجرام قدرت جهات غير رسمية متابعة لملف الهجرة غير الشرعية عدد المهاجرين الأفارقة الذين تسللوا إلى الجزائر من ولايات الجنوب الحدودية مع دولتي ماليوالنيجر ب 50 ألف مهاجر، منهم 6 آلاف طفل، مشيرين إلى أن الجزائر تمكنت من إعادة نحو 1700 مهاجر إلى بلدانهم ولا سيما النيجر و تجدر الإشارة أنه في يوم 14 ديسمبر 2014 في إطار عملية الترحيل لقي ما لا يقل عن عشرة أشخاص مصرعهم، من بينهم ثمانية مهاجرين نيجيريين ‘' خمسة نساء وثلاثة أطفال ‘' ، في حادث مرور أليم، بالطريق الرابط بين المنيعة وغرداية على بعد 15 كيلومتر من بلدية حاسي لفحل . كما يكشف “ هواري قدور” عن الواقع المأساوي والكارثي الذي يعيشه المهاجرون الأفارقة ومن خلال جولة استطلاعية تعكس المعاناة الإنسانية نظرا لأن أغلب العائلات تعيش بالتسول، كنظيراتها السورية غير أن الفارق الملاحظ هو اختلاف التعامل، ففي حين يتلقى المهاجرون السوريون التعاطف والدعم من طرفنا، يقابل الأفارقة بالجفاء وسوء المعاملة وهو الأمر الملاحظ أثناء الجولة الميدانية بالعاصمة خلال شهر رمضان، فأصبحت صورة العوائل الإفريقية منظرا يوميا في حياة الجزائريين من خلال اتخاذ الأرصفة بيوتا.ومن بين الصور التي وقف عليها السيد هواري قدور من خلال الجولة: جلوس رب عائلة حاملا المصحف على الرصيف فيما تستعطف الأم المارة للظفر بدنانير معدودة. وتتكرر هذه الصورة على جنبات الطريق، محطات الحافلات،أبواب المساجد، في الأماكن المزدحمة و تجدر الإشارة إلى أن أولئك اللاجئين –حسب المصدر- يتلقون الصدقات من المواطنين في محطات القطار و محطات النقل الحضري و على قارعة الطرقات شفقة من الناس على حالتهم المزرية فيما يعبر آخرون عن تذمرهم من شغلهم لكل الأماكن العمومية و امتهانهم التسول فضلا عن تخوفهم من نقلهم الأمراض من جهتها أكدت الناشطة الحقوقية سامية.ع بولاية تلمسان بأن السلطات الوصية عجزت إلى حد الساعة عن توفير ملاجئ لائقة للبشر، ملاجئ لاتتوفر على أدنى شروط الحياة ما جعلهم مبعثرين، ومصدرا للاستغلال والجريمة والتسول والأمراض، فيما قالت مصادر اخرى أن معظم الجزائريين يتوجسون من الأمراض التي قد يحملها الأفارقة خاصة وأنها تعرف استفحالا كبيرا للعديد من الأوبئة التي قد يحملونها للجزائريين في غفلة من المصالح الصحية. أفارقة يدفعون 2600 أورو من أجل الوصول إلى الأراضي الجزائرية وذكرت الرابطة أن أولئك الأفارقة المتطلعون إلى بلوغ الأراضي الجزائرية يدفعون ما قيمته 1100 اورو لأشخاص يسهلون لهم قطع الصحراء في ظرف يومين ثم يقومون بدفع ما قيمته 1500 أورو إضافية من اجل إدخالهم إلى الأراضي الجزائرية و بالضبط إلى ولاية تمنراست التي تبعد عن العاصمة ب 2000 كلم ،حيث يكتشف الزائر لعين ڤزام، الواقعة على بعد 12 كيلومترا عن الحدود الجزائريةالنيجرية،أن سماسرة الهجرة غير الشرعية يعيشون عصرهم الذهبي، رغم أن الحدود مغلقة بين البلدين، وتحول محور آرليث سمقة بالنيجر وعين ڤزام بالجزائر إلى محور حيوي بامتياز لتهريب البشر ليل نهار، و كذلك محور صحراء تنزروفت التي يتم فيها تهريب البشر تقع بين برج باجي مختار و ادرار، وتحوّلت القضية إلى تجارة مربحة في غمرة تدفق مئات اللاجئين إلى عين ڤزام وتمنراست يوميا، شبكات المافيا تستغل الأمر لتمرير قوافل المهاجرين نحو الشمال و يتم تحريرهم في غرداية عودة قوية إلى افتراش الشارع ومداخل المساجد في شهر رمضان أكد الأمين الوطني المكلف بالملفات المختصة للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان أنه يتابع بدقة مآسي اللاجئين الأفارقة في الجزائر ، بعدما أصبحت تعرف طرقات وشوارع المدن الجزائرية عودة غير مسبوقة للمهاجرين الأفارقة ، حيث عادوا إلى افتراش الشارع، كما اتخذوا من مداخل المساجد وبعض الأحياء ملجأ لهم، حتى في شهر رمضان المعظم اذ لم تجد وعود وزارة التضامن بتخصيص مطاعم ومراكز لاستقبال اللاجئين الأفارقة طريقها في رمضان، الى هذه العائلات الإفريقية و المسلمة أين غابت هذه المطاعم، ولجأت العائلات الإفريقية المهاجرة إلى الإفطار في الشوارع والمساجد، على تبرعات المحسنين وصدقات التسول، هذه العائلات الإفريقية لم تستفد من أي نوع من المساعدات، ولم يتم استقبالها لا في مطاعم الرحمة ولا في مراكز الإيواء. مما جعل السيد هواري قدور الأمين الوطني المكلف بالملفات المختصة يطالب بفتح تحقيق معمق حول تسيير المبالغ الضخمة التي قدرت ب 100 مليون دولار والتي خصصت لملف المهاجرين الأفارقة دون نتائج ملموسة . كما يتساءل الأمين الوطني المكلف بالملفات المختصة للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان عن سبب امتعاض بعض قياديي جمعية شبه حكومية منا في بداية شهر رمضان خاصة بعدما علموا بأننا بصدد التحضير لتحقيق حول معاناة المهاجرين الأفارقة في شهر رمضان و كيفية تعامل الحكومة و المجتمع المدني فيما يخص هذا الملف...الخ فحاولوا بكل ما أوتوا من قوة اتهامنا بأننا نشوش عليهم ، وفي هذا المجال فان “هواري قدور” يندد بهذه التصرفات التي لا تخدم العمل الانساني ، و ان الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان من مبادئها الدفاع عن كرامة و حقوق الانسان بمن فيهم اللاجئون الأفارقة المنسيون ولا تنتظر إذنا من احد ، و ينبغي على السلطات السماح للحقوقيين و وسائل الإعلام بتغطية القضايا ذات الاهتمام العام دون قيود و لا شرط و منها المهاجرين الأفارقة. الرابطة تدعو إلى محاربة التمييز وحماية الافارقة من الاستغلال الجنسي طالبت الرابطة الوطنية لدفاع عن حقوق الإنسان المواطنين والمسؤولين بتحقيق المساواة، محاربة التمييز الممارس في حقّهم كالمُطاردات والترحيل الإجباري الجماعي الذي لا يتماشى وحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن الجزائريين أيضا كانوا مهاجرين في سنوات مضت، إضافة إلى اتخاذ الاحتياطيات اللازمة لمنع ظاهرة التهريب والمتاجرة بالبشر في حدود الجنوبالجزائري. بان التوعية بمخاطر الظاهرة لا تكون بتقنين القوانين الرادعة التي تزيد الطين بلة ، لان من غامر بنفسه و رمى بها في رحلة للموت في قلب الصحراء باحثا عن الحياة أو هروب من الحروب لا تردعه أبدا لا ببرنامج (فرونتاكس) ،لا القوانين، لا المحتشدات و السجون ، فما يبحث عنه هذا الشاب الافريقي هو صناعة الحياة و الأمل في العيش كانسان بعد تدهور الأوضاع الأمنية، الجيوسياسية، الاجتماعية، والاقتصادية في عدد من دول منطقة الساحل، لأنه دفع مبالغ مالية طائلة لسماسرة الموت من أجل الاستثمار و البحث عن السعادة و العيش الرغيد .توفير مقرات تتوفر على الشروط الضرورية واللائقة وضمان التكفل الغذائي و ضرورة المتابعة الصحية توفير التعليم المدرسي لأطفالهم و حمايتهم من الاستغلال والاستعباد ومتابعة الشبكات الإجرامية التي تدفعهم إلى التسول من أجل كسب المال على حساب كرامتهم وحمايتهم من الاعتداءات والتحرش الجنسي.