باتت المطاعم الشعبية المتواجدة بمختلف أنحاء المدن مهددة بالغلق واندثار نشاطها بسبب الانتشار الواسع لمحلات الأكل السريع “الفاست فود” المنتشرة بكل أرجاء وسط المدينة وحتى الأحياء فهي تحولت إلى ظاهرة لترويج الأكلات السريعة خلال السنوات الأخيرة خاصة بمدينة عنابة فالمتجول بها يرصد تموقع المحلات في كل مكان وهي بدورها تعرف توافدا كبيرا عليها من طرف المواطنين خاصة الموظفين والعمال الذين يعملون بعيدا عن مكان سكناتهم فهم يضطرون لتناول وجبة الغذاء خارج منازلهم وبذلك أضحى المواطن لا يجد حلا سوى التوجه إلى محلات الأكل السريع فتلك المحلات منتشرة في كل زاوية حتى أن المحلات لذات النشاط اتخذت حتى من نفس الشارع مكانها لمزاولة نشاطها في ظل الإقبال الكبير للزبائن حيث أجمع المترددون على هذه المطاعم أن سبب توافدهم الكبير على الفاست فود هو نوعية المأكولات كالشاورما وغيرها التي تكون جاهزة في 5 دقائق بدلا من الذهاب إلى مطعم شعبي ويطول انتظار إحضار الطبق المطلوب ولكن أغلبهم لا يدرك الخطر الكبير الذي يحدق بصحتهم بسبب أن معظم محلات الأكل السريع أصحابها ينهمكون بتحضيرات الوجبات وسبب كثرة الزبائن فهم لا يملكون الوقت للحرص على معايير النظافة فالباعة لا يرتدون القفازات والمآزر والقبعات للحفاظ على سلامة الزبائن ونظافة المأكولات فكل الباعة يحضّرون ويقدّمون المأكولات بأيديهم وما زاد الطين بلة هو عدم غسل الصحون التي تقدم بها الوجبات السريعة خاصة خلال موسم الاصطياف وكل ذلك في ظل انعدام الرقابة على مثل هذه المحلات ليجد أصحابها فرصة لحدوث التجاوزات وعدم احترام شروط الحفظ الخاصة بالمأكولات والنظافة.