تعرف محلات »الفاست الفود« انتشارا واسعا في السنوات الأخيرة، ليعتلي طبق »الشاورما« قائمة الأكلات السريعة، حيث استطاعت أن تنافس »البيتزا« »الهامبورغر« و»البانيني« لتجلب الكثير من المعجبين الذي يدفعهم الفضول في أول الأمر لتذوقها لينتهي بهم المطاف إلى حد التعلق والإدمان عليها. حين تشير الساعة إلى منتصف النهار، تشهد محلات الأكل السريع إقبالا كبيرا من طرف المواطنين نظرا لما تعرضه من مأكولات تستهوي نفوس العديد منهم، ويشكل طبق »الشاورما« الوجبة الأساسية للعديد من المواطنين والطلبة على وجه الخصوص، حيث أصبحت تنافس »االبانيني« و»البيتزا« وغيرها من الأكلات السريعة والمفضلة. لمعرفة الكثير عن الموضوع، كانت جولتنا الاستطلاعية نحو بعض محلات »الفاست فود« الموزعة عبر شوارع العاصمة، كالمحلات المتواجدة بالأبيار، شارع العربي بن مهيدي وديدوش مراد وأول ما شد انتباهنا التزام تلك المحلات بالنظافة، إضافة إلى ارتداء العاملين بها لملابس موحدة ونظيفة، ومحاولة منا لمعرفة مدى التوافد على محلات الأكل السريع اقتربت »صوت الأحرار« من بعض المواطنين الذين يقصدون مثل هذه المحلات يوميا، حيث أكد لنا أحد المواطنين الذين التقيناه بالصدفة بشارع العربي بن مهيدي، أن الشاورما أخدت نصيبها واستطاعت كسب الرهان على حساب المأكولات الأخرى، مؤكدا أنه يحرص على اقتناء وتناول الشاورما كلما سمحت له الفرصة لأنه لا يستطيع أن يقاوم طعمها المميز خاصة »الشاورما« التي توضع في »الخبز اللبناني« التي اعتبرها أكلته المميزة. أما أميرة، طالبة بكلية الطب، فقد أكدت لنا أنها مغرمة بطبق الشاورما وتفضله عن باقي الأكلات السريعة الأخرى، مضيفة »لا يمكنني أن أتناول أي أكلة ثانية خارج البيت إلا الشاورما«. تقول ليلى، وهي امرأة في العقد الثالث من عمرها كانت برفقة أختها سمية »بمحل سبعة« بشارع أودان إن مثل هذه المحلات خففت علينا عناء الطبخ، مضيفة أنه بمجرد انتهائهما من التسوق تتناولان وجباتهما ثم تعودان إلى المنزل، مؤكدة أنها تحرص في كل مرة على اقتناء وتناول طبق الشاورما المميزة، وتقول» ما لاحظته أن الشاورما السورية أو اللبنانية أو حتى الجزائرية لا تختلف الا في التسمية أو النسب إلى بلد معين، حيث أن التسمية كانت كافية لزيادة عدد زبائن محل على الآخر وكل بائع حسبها يروج لمنتوجه ويدعي أنها الأفضل«. أما ندى، وهي طالبة بجامعة الجزائر، فقد أكدت لنا أنها تنتظر بفارغ الصبر يوم الاثنين كي تتوجه هي وصديقاتها إلى» محل فاست فود الأزرق« بالعاصمة لتناول الشاورما، وعن السعر-تقول- محدثتنا أنه في متناول الجميع، إضافة إلى ما يميز المحل كحسن الاستقبال والنظافة التامة، في حين إعتبرت هناء أن فترة الحادية عشر والنصف فترة مقدسة بالنسبة لها خاصة-تقول- أنها تقضيها رفقة زملائها في تناول طبقها المفضل »شاورما الدجاج« بالرغم من أن منزلها قريب من مقرعملها. في سياق آخر، أوضح كريم أنه يفضل تناول المأكولات الخفيفة، مؤكدا أنه لا يهمه الثمن بقدرما يهمه عامل النظافة ونوعية المأكولات المقدمة، مشيرا إلى أنه يفضل تناول الشاورما هذه الأخيرة لقيت مكانة معتبرة لدى العديد من الجزائريين، مضيفا أن رقائق لحم الديك الرومي المتبلة مع شرائح البصل والطماطم فوقها هي ديكور يميز كل الشوارع والأحياء. أما محمد، موظف بشركة وطنية، فيهوى الأكل السريع ولا يمر يوم دون أن يقصد فيه أحد محلات الأكل السريع -حسبه-، لكن ما شد انتباهه هو عدم احترام شروط النظافة في العديد من أماكن بيع المأكولات والمطاعم، مضيفا »هذا ما يدفعني إلى تغيير أكثر من محل في اليوم، وعليه فقد قررت أن أقلل من تناول الغذاء خارج البيت«. أما »محل7« بالجزائر العاصمة الذي يقبل عليه العديد من الشباب خاصة فئة الطلبة لتميزه بإعداد الشاورما وتفوقة بكثير على غيره من المحلات، فقد أكد زبائنه مولعون بالشاورما التي يحضرها وبأسعار معقولة، أما سر تحضيره محفوظ في قلب ذاكرة من يحضرها، حيث عشق الجزائريين الشاورما منذ اللحظات الأولى لقدومها ونظرا لقربها من البيئة والمطبخ الجزائري وتشابهها خاصة استعمال التوابل التي لم يجدها الجزائريون في أنواع الأطعمة الغريبة الأخرى. بالرغم من كل هذا، أكد لنا العديد ممن تحدثنا إليهم، إصابتهم بمشاكل صحية، خاصة أمراض المعدة جراء تناول الأكل في مثل تلك المحلات، حيث قالت لنا شهيرة أن ابنها تعرض مؤخرا لحالة تسمم غذائي بسبب تناوله »ساندويتش شاورما«، فيما ترفض رقية تماما التوجه لمحلات الفاست فود خوفا من تعرضها لحالة تسمم غذائي خاصة وأن العديد منها تطهوا بزيت مستعمل لعدة مرات. في حين قالت نسرين، طالبة جامعية، أن كل من يقصد محلات »الفاست فود« يعانون من تدبدب غذائي يؤثر سلبيا على صحتهم نظرا لعدم احتواءها على فيتامينات، مضيفة أنها تلجأ إلى محلات الفاست فود إلا عند الضرورة خوفا من تعرضها إلى حالة تسمم غذائي. ومع كل ما سبق وجب التنبيه إلى ضرورة أخد الحيطة والحذر في محلات الأكل السريع خاصة فيما يتعلق بعامل النظافة دون أن نغفل على ضرورة أعوان الرقابة في الحد من انتشار ظاهرة التسمم الغذائي.