يعيش عدد كبير من سكان ولاية جيجل وتحديدا سكان المناطق الجبلية وحتى شبه الحضرية على وقع الأخبار المتواترة التي تتحدث عن تلوث عدد من المنابع المائية وذلك بفعل اشتداد موجة الجفاف وتسرب مياه الصرف الصحي وحتى النفايات الى بعض المجمعات المائية التي كانت المصدر الأول لمياه الشرب بهذه المناطق .وقد أحصت مكاتب الصحة بعدد من البلديات الى جانب مصالح مديرية الصحة عددا كبيرا من حالات التلوث التي مست العشرات من المنابع المائية خصوصا بالبلديات الشرقية على غرار العنصر ، الميلية ، الجمعة بني حبيبي ، بلهادف ، أغبالة وكذا الشقفة ، وذلك بفعل تراجع منسوب هذه الينابيع التي تأثرت بموجة الجفاف غير المسبوق التي تعيشها ولاية جيجل ، ناهيك عن تسرب مياه الحفر الصحية وحتى القاذورات الى بعض هذه المجمعات في غياب أي مبادرة من أجل تنظيفها وتطهير مياهها ، مايفسر اغلاق الكثير منها أمام السكان واجبار الآلاف من هؤلاء على البحث عن مصادر أخرى للحصول على حاجتهم من المياه .وقد تسبب الإعلان عن تلوث هذه الينابيع المائية وبقاء أخرى دون مراقبة في “فوبيا” حقيقية بين السكان الذين اعتادوا على التزود بالمياه من هذه الينابيع الملوثة لا سيما بعد انتشار شائعات عن ظهور حالات إصابة بداء التفوئيد على مستوى بعض المناطق وهي المعلومة التي لم تؤكدها مصالح مديرية الصحة ، علما وأن سكان بلديات عدة بولاية جيجل يعيشون أزمة عطش غير مسبوقة منذ أكثر من أسبوعين بفعل تلوث بعض الينابيع وتوقف ضخ المياه نحو منازل هؤلاء وخصوصا ببلدية الشقفة التي احتج بها مئات السكان على انقطاع المياه عن حنفياتهم مهددين بشل عاصمة البلدية مجددا كما فعلوا قبل سنة اذا لم تجد السلطات حلا سريعا لهذا المشكل الذي بات يتكرر كل صيف .