ماتزال تعليمة الوالي الجديد لجيجل الخاصة بالقضاء على السكن الفوضوي تصنع الحدث وسط سكان عاصمة الكورنيش الذين باتوا يترقبون مع كل مطلع شمس من أين ستنطلق جرافات الولاية التي أسندت لها مهمة هدم البنايات التي تم بناؤها على أراض تابعة للدولة أو حتى دون رخصة بناء .وقد تزايدت مخاوف أصحاب مالكي السكنات الفوضوية خلال ال”72” ساعة الماضية بشكل غير مسبوق إلى درجة أن أغلب هؤلاء هجرهم النوم بعد شروع عدة بلديات في تنفيذ التعليمة المذكورة على نطاق واسع كما هو الحال بعاصمة الولاية ، الطاهير والميلية التي هدمت بها عديد المباني الفخمة وحتى فنادق كما أشرنا إليه في عدد أمس ، ما جعل “السوسبانس” يتزايد بالنسبة لأصحاب السكنات الفوضوية التي لم تطلها جرافات البلديات بعد .وبهذا الخصوص علمنا بأن ما لا يقل عن ألف بناية معنية بقرارات الهدم عبر (25) بلدية من أصل (28) التي تشكل عاصمة الكورنيش جيجل وهي البنايات التي لم يستفد أصحابها من القرار الأخير القاضي بفتنح المجال أمام أصحاب السكنات المنجزة بطريقة غير قانونية لتسوية وضعية سكناتهم وكذا تلك التي تم تشييدها بعد صدور هذا القرار الذي أتاح الفرصة لآلاف الأشخاص لتسوية وضعية مبانيهم .وتشير التقارير التي تحصلت عليها آخر ساعة الى أن أغلب المباني المعنية بقرارات الهدم توجد بالبلديات الرئيسية للولاية على غرار الطاهير ، الميلية وجيجل وكذا بعض البلديات التي شهدت نموا ديموغرافيا واتساعا عمرانيا غير مسبوقين خلال السنوات الأخيرة على غرار قاوس ، الجمعة بني حبيبي، السطارة ، سيدي عبد العزيز ، القنار والأمير عبد القادر وهو ما تسبب في هجوم عنيف على العقار بهذه البلديات بما في ذلك العقار الفلاحي وكذا التابع للدولة بكل ما ترتب عن ذلك من استنزاف للأراضي إلى درجة استحال معها إيجاد أوعية عقارية لبناء منشآت عمومية من قبيل المدارس والعيادات بهذه المناطق وهذا دون الحديث عن السكن الاجتماعي الذي يعرف شللا كليا بهذه البلديات جراء نفاذ الأوعية العقارية .