بدأت السلطات البلدية لعاصمة الولاية جيجل في تنفيذ تهديداتها بشأن الوقوف ضد فوضى البنايات غير الشرعية التي تكاثرت في السنوات الأخيرة بشكل رهيب على أطراف المدينة خاصة، إلى درجة أن الظاهرة أصبحت تشكل عائقا في وجه مختلف المشاريع السكنية والتنموية التي استفادت منها الولاية بعد النزيف الذي تركته الظاهرة في الوعاء العقاري. وكانت البداية قبل شهرين حين لجأت البلدية إلى التدخل بقوة القانون لتهديم عدة سكنات بحي الرابطة الشعبي لتصل جرافات البلدية إلى حي بورمل الراقي الأسبوع ما قبل الماضي حيث تم تهديم ثلاث فيلات واقعة بمحاذاة الطريق الوطني ,43 لتعود جرافات البلدية مطلع الأسبوع الجاري إلى حي حراثن وبالضبط المنطقة المسماة غابوشة، إذ انهالت الجرافات على 41 بيتا بعضها بني بالصفيح فيما كانت الأخرى بمواصفاتت البناء العصري وهو ما أدى إلى غضب هذه العائلات التي بقيت دون مأوى في غياب البديل. حيث خرج العشرات من السكان في وقت متأخر من نهار أول أمس للاحتجاج على طريقتهم في الشارع، حيث قاموا بقطع الطريق الوطني 77 الي يربط عاصمة الولاية ببلديات قاوس، الأمير عبد القادر، تاكسنة، بن ياجيس، جيملة، وسلمى بن زيادة احتجاجا على الوضعية التي يعيشونها والتهديدات المتواصلة التي باتت تلاحقهم في كل مرة، حيث احتار السكان الذين يعود تاريخ استقرار بعضهم بالمنطقة إلى أواخر الثمانينيات، في إيجاد الحلول، فمن جهة تم تجميد طلباتهم للحصول على سكن اجتماعي، ومن جهة أخرى تم رفض نداءاتهم لتسوية مشكل العقار للسماح لهم ببناء سكنات لائقة. وفي حديث مع بعض السكان الذين تم تهديم بيوتهم كشف هؤلاء بالدليل عن حيازنهم عقود ملكية موثقة للأرضية المستغلة، ويوجد من بينهم من خسر ما يفوق 400 مليون سنتيم لإقامة بيت يؤوي عائلته، لتبقى العشرات من العائلات مهددة بوصول الجرافات هي الأخرى إلى بيوتها في أي وقت، أمام عزم البلدية على مواصلة الحرب على السكنات الفوضوية التي تشير أرقام رسمية إلى أنها تشكل قرابة 35 في المائة من مجموع السكنات الخاصة التي تحوز عليها الولاية