شدد رئيس الجمهورية»عبد العزيز بوتفليقة» على ضرورة صون المصالحة الوطنية من أي تحريف، أو استغلال سياسوي أو مزايدة خدمة للوحدة الوطنية ولاستقرار الجزائر، داعيا أولئك الذين استفادوا من المصالحة إلى احترام مبادئها والتقيد بها، في إشارة منه إلى زعيم الجيش الإسلامي سابقا»مدني مزراق» الذي كشف عن نيته في إنشاء حزب سياسي على الرغم من أن المادة 26 من قانون المصالحة الوطنية والمادة 05 من قانون الأحزاب التي لا تسمحان له بذلك. دعا القاضي الأول في الذكرى العاشرة للمصادقة على ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، الشعب الجزائري إلى الحفاظ على المصالحة الوطنية، مبرزا أنه وجب على أولئك الذين استفادوا من المصالحة الوطنية على احترام مبادئها والتقيد بها، مشيرا بذلك إلى زعيم الجيش الإسلامي للإنقاذ سابقا الذي أعلن في وقت غير بعيد عن نيته في إنشاء حزب تحت مسمى جبهة الجزائر للإنقاذ والمصالحة، والذي رد عليه آنذاك الوزير الأول وقال بأنه يستحيل للمتورطين في المأساة الوطنية إنشاء حزب سياسي أو الانخراط فيه. ودعا الرئيس خلال رسالته المغرر بهم للعودة إلى رشدهم و ترك سبيل الإجرام و الاستفادة من أحكام ميثاق السلم و المصالحة الوطنية، حيث أفاد «أجدد نداء الوطن الرؤوف إلى أبنائه المغرر بهم لكي يعودوا إلى رشدهم و يتركوا سبيل الإجرام و يستفيدوا من أحكام ميثاق السلم و المصالحة الوطنية، وتابع « إنني أجدد هذا النداء باسم دولة قوية و باسم الشعب لأننا أمة مؤمنة«.وأردف القاضي الأول في البلاد في رسالته بمناسبة إحياء هذه الذكرى،» لقد أخذت تتناهى إلينا الآن أخبار بعض التصريحات والتصرفات غير اللائقة من قبل أشخاص استفادوا من تدابير الوئام المدني نفضل وصفها بالإنزلاقات لكننا نأبى إزاءها إلا أن نذكر بالحدود التي تجب مراعاتها والتي لن تتساهل الدولة بشأنها«.وأضاف الرئيس»سجلنا بعض ردود الأفعال الناجمة عن فتح جراح لم تندمل بعد، أو عن الخوف من العودة إلى الماضي الأليم وعليه فإننا من جديد نؤكد أن خيارات الشعب التي اتخذها بكل حرية والتي رسمها القانون المتضمن إجراءات الوئام المدني وميثاق السلم والمصالحة الوطنية ستنفذ بحذافيرها وبلا أدنى تنازل» ، وتابع القول «كل ما تحقق في كنف الوئام المدني, والسلم والمصالحة الوطنية يشكل جملة من المكاسب نحمد الله عليها، مكاسب تتيح لنا المزيد من البناء والتقدم»، وأشار بأن استرجاع السلم وبسط الأمن في البلاد وإنعاش البناء الوطني هي الانجازات الثلاثة الجسام التي يسر تحقيقها جنوحكم إلى المصالحة الوطنية، وكان من المفيد أن نستظهرها بمناسبة إحياء هذه الذكرى«.وقال في سياق ذي صلة ، أنه ستتم مواصلة تحديث مؤسسات الدولة الديمقراطية وبناء اقتصاد أقوى ومتحرر من التبعية للمحروقات دون سواها, وكذا سائر الإصلاحات والالتزامات التي على أساسها جددتم لي ثقتكم في العام الفارط». حسب ما جاء في رسالته.كما وجه بوتفليقة بالمناسبة تحية لجنود الجيش الشعبي الوطني و صف ضباطه ووصف ضباط الاستعلام و الدرك الوطني والأمن الوطني و ضباطه أولئك الذين يواصلون يوميا مكافحتهم للإرهاب و يسهرون على حماية الأشخاص و الممتلكات.