بعد الجدل الكبير الذي صاحب فتح المحطة البرية الجديدة بولاية عنابة والانتقادات الكثيرة التي وجهت من قبل الناقلين لهذه المنشأة آثرت “آخر ساعة” أن تقوم بزيارة إلى المحطة من أجل الوقوف على واقعها ورأي المواطنين فيها، حيث تتوفر المحطة الجديدة على العديد من المرافق مقارنة بالمحطة القديمة التي كانت عبارة عن “زريبة”، فقد خصصت مواقف للسيارات السياحية بالإضافة إلى أخرى لسيارات الأجرة، فيما زين محيطها الخارجي بنافورة بالإضافات إلى المساحات الخضراء، وهي المرافق التي لا نجدها حتى في مطار “رابح بيطاط”، أما في بهو المحطة فظروف الاستقبال جيدة هي الأخرى إذا ما قارناها بتلك التي كان يشكو منها المسافرون في محطة “سيدي إبراهيم”، ومن أجل الحصول على تفاصيل أكثر تقريبا من مدير المحطة الذي أكد لنا أنه وقبل الافتتاح تم إجراء دراسة بالتنسيق مع مديرية النقل من أجل الوقوف على كافة التفاصيل الخاصة بالمحطة التي أوضح المتحدث أنها تتوفر على كافة المرافق اللازمة على غرار المراحيض و12 محلا موزعة بين صيدلية، معدات الهواتف، الجرائد، ملابس الأطفال، المواد الغذائية، وكالة سياحية ومقهى إنترنت، وأوضح المتحدث أن أغلب أصحاب هذه المحلات سيباشرون العمل في غضون الأيام القادمة، هذا بالإضافة إلى تخصيص مكتب للدرك الوطني من أجل الحفاظ على أمن المواطنين، حيث سيتم الاعتماد في ذلك على كاميرات المراقبة التي تم نصبها في مختلف أنحاء المحطة، أما بخصوص عملية بيع التذاكر فقد تم الاعتماد على نظام إلكتروني من أجل تحديد موعد انطلاق كل حافلة، بالإضافة إلى التحكم في عملية الحجز، حيث يمكن للمواطن حجز تذكرة قبل أسبوع أو أكثر من سفره، حيث لن تكون هناك أية معاملة مالية بين المسافر وقابض الحافلة، باعتبار أن محاسبة شهرية ستتم بين صاحب الحافلة أو مؤسسة النقل مع نهاية كل شهر من أجل منحه أمواله، وقد تم الاستعانة ب 20 شابا أشرفوا من قبل على انطلاق العمل في المحطات الجديدة التي تم تشييدها في ولايات أخرى، أما فيما يتعلق بمشكل الناقلين على خط الطارف فقد أوضح مدير المحطة أنه لا يوجد أي سبب يمنعهم من العمل في المحطة الجديدة، خصوصا وأنه تم تخصيص حافلتين للنقل الحضري تعملان باتجاه المحطة الجديدة على مدار 24 ساعة، كما سيتم تعزيز هذا الخط بحافلتين تتوقفان على مستوى مدخل “سيدي إبراهيم”، حيث تجرى دراسة هذا الأمر مع المؤسسة العمومية للنقل الحضري وشبه الحضري. مشروع لتوسعة المحطة وضم سيارات الأجرة كما تحدث مدير المحطة البرية الجديدة عن قضية تحويل محطات سيارات الأجرة باتجاه “أول ماي”، حيث أوضح أن هذا الأمر سيكون بصفة تدريجية من خلال تحويل في بداية الأمر الخطوط البعيدة على غرار العاصمة، باعتبار أن الدراسة التي قاموا بإجرائها كشفت أن محطة “سيدي إبراهيم” لسيارات الأجرة تتواجد بها يوميا بين 250 و300 سيارة أجرة، أما المحطة الجديدة فبإمكانها استيعاب حوالي 150 سيارة، وأضاف المدير أنهم تقدموا بطلب إلى السلطات المحلية من أجل منحهم الموافقة على توسعة المحطة البرية من أجل نقل جل خطوط “الطاكسيات” إليها مستقبلا، وهو الطلب الذي نال موافقة مبدئية من الجهات التنفيذية، وفيما يتعلق بالحافلات العاملة على خط العاصمة والتي كانت تعمل بتوقيت خاص بها في المحطة القديمة، فكشف المدير أن أصحابها سيلزمون تدريجيا بالاندماج في طريقة عمل المحطة، حيث تم تخصيص حافلة على العاشرة صباحا، قبل أن تبدأ باقي الحافلات رحلاتها على الساعة الرابعة مساء، بمعدل حافلة كل 30 دقيقة، هذا وقد استطلعت “آخر ساعة” أراء بعض المواطنين الذين أبدوا عن رضاهمبنوعية الخدمات والاستقبال المتوفر في المحطة، فيما تعتبر النقطة السلبية الوحيدة هي الإضاءة على مستوى الطريق الوطني، وهو ما خلق متاعب لمصالح الدرك الوطني من أجل تأدية واجبهم بالشكل اللازم.