شغلت قضية الاعتماد على المضادات الحيوية في تسمين الدجاج بال الجزائريين في الأشهر الأخيرة، خصوصا بعد أن اعترف وزير الفلاحة مؤخرا بهذا الأمر، وهو ما دفع نسبة كبيرة منهم إلى العزوف عن شراء اللحوم البيضاء. وحسب الجولة التي قامت بها آخر ساعة وسط بعض الأسواق والتجار بولاية عنابة وتحديدا في عاصمة الولاية ومدينة البوني، وقفنا على ما سببه واقع تربية الدواجن على تجارة اللحوم البيضاء، حيث أجمع جل التجار الذين التقينا بهم على أن استهلاك هذه الأخيرة تراجع بشكل محسوس في الأشهر الأخيرة، حيث أكد أحدهم أن المعدل اليومي لبيع الدجاج لديه كان في حدود 100 دجاجة، سواء ارتفع سعره أو تراجع، أما اليوم فهو لا يتعدى 60 دجاجة في اليوم، فيما كشف تاجر آخر أن القضية الأخيرة الخاصة بتسمين الدجاج كانت بمثابة المسمار الأخير يدق في نعش تجارة اللحوم البيضاء التي تعاني من قبل من عدة مشاكل، حيث أشار إلى أنه كان في فترة ليست بالبعيدة يبيع قرابة 900 دجاجة يوميا، قبل أن يبدأ هذا العدد بالتراجع شيئا فشيئا إلى أن جاءت قضية تسمين الدجاج لتوقف تجارته اليومية عند بيع 70 دجاجة فقط، وقد أجمع التجار على أن المربين وأصحاب بعض المذابح يتحملون المسؤولية حيال الوضع الذي وصلت إليه تجارة اللحوم البيضاء، حيث أكدوا أنهم استغلوا جهل شريحة واسعة من المستهلكين من أجل التعدي على القانون، حيث أوضح بائع دجاج بسوق الحطاب أن المستهلك لا يهتم كثيرا بنوعية الدجاج الذي يشتريه، خصوصا في المواسم الدينية على غرار ذكرى المولد النبوي الشريف وشهر رمضان، حيث يتهافتون –حسبه- حتى على شراء الدجاج الذي تكون فيه بعض الإصابات، معتبرا أن الضجة الإعلامية الأخيرة التي أثيرت حول تسمين الدجاج بالمضادات الحيوية هي التي جعلت شريحة معتبرة من المستهلكين يراجعون حساباتهم بخصوص اللحوم البيضاء، فيما أشار تاجر آخر إلى أن الرقابة شبه غائبة سواء على مستوى مربي الدواجن والمذابح أو على مستوى التجار الذين قال بأن بعضهم أصبح يخادع المستهلكين من خلال بيعهم دجاجا مجمدا الذي يصعب على المستهلك التعرف عليه. المربون وأصحاب المذابح وراء تباين الأسعار وقد كشف التجار الذين تقربت منهم آخر ساعة على المستهلك أصبح يستغرب من تباين أسعار الدجاج بين محل وآخر، لافتين إلى أن الفارق الكبير في السعر يعود إلى دخول المربين وأصحاب المذابح تجارة الدجاج، من خلال فتح محلات في مختلف المدن، حيث يبيعون اللحوم البيضاء فيها بأسعار الجملة، وهو الأمر الذي لا يستطيع التاجر العادي القيام به، لذا فهم يطالبون الجهات الوصية إلى التدخل من أجل الوقوف في وجه هذه التجاوزات التي أضرت بهم كثيرا، مؤكدين أن الفوضى أصبحت هي سيدة الموقف في تجارة الدجاج وأن صحة المستهلك أصبح آخر هم المربين وأصحاب المذابح، هذا وتؤكد التقارير البيطرية أن المضادات الحيوية والأدوية الهرمونية الخاصة بالإنسان التي يستعملها المربون لتغذية وتسمين الدجاج لها أثر سلبي خطير على صحة المستهلك، حيث تتسبب في اختلال الجانب الفيزيولوجي والهرموني، التأثير على عمل الجهاز العصبي والجهاز التناسلي وكل ما له علاقة بعمل الهرمونات في الجسم.