مع كل اقتراب لعطلة نهاية الأسبوع أو العطل المدرسية، تدخل العائلات العنابية و الجزائرية بصفة عامة في حيرة كبيرة بحثا عن أماكن للترفيه والتسلية من أجل تغيير الجو بالنسبة للأولاد بعد عناء الدراسة فيما يحاول الآباء الهروب من الضغط النفسي جراء الازدحام الذي يصادفهم بشكل يومي في الشارع وفي الأماكن العمومية وما زاد من الثقل ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية داخل الأسواق، فتجد العائلات تبحث عن أماكن للخروج من الروتين المعاش يوميا.واغتنمت العديد منها رفقة أبنائها عطلة الربيع لقضاء أجمل الأوقات بعيدا عن جو المنازل والروتين اليومي.تعتبر ولاية عنابة من أبرز الوجهات السياحية للجزائريين خصوصا في العطل، وذلك لما تتوفر عليها من مناطق خلابة خصوصا الشواطئ التي تلبي رغبات شرائح المجتمع، ورغم أن اسم الولاية ارتبط بالإجرام في السنوات الأخيرة، إلا أن السائح الجزائري وحتى بعض الأجانب ولو على قلتهم ما زالوا يعشقون عنابة وسحرها الخاص ،حيث تعرف بعض أماكن الترفيه والمنتزهات مثل الكورنيش وحديقة الألعاب فاروق لاند وساحة الثورة إقبالا كبيرا للزوار، خاصة وأنها تحتوي على ألعاب ومساحات خضراء للركض واللعب تزامنا مع الجو المعتدل. أراء متباينة حول قضاء العطلة بسبب الظروف المعيشية والحسابات المادية و تعد بعض الحدائق وخاصة حدائق الألعاب وجهة هامة من وجهات تنزه الأسر وإضفاء جو من الفرحة والمرح عليها، وهو ما شجع على التوافد عليها، من جهتها «آخر ساعة» اقتربت من بعض العائلات لاستطلاع رأيها حول العطلة الربيعية حيث كانت الإجابة متباينة باعتبار أن الأمر يدخل ضمن حسابات مادية وظروف معيشية خاصة، حسب قول البعض اقتربنا من أحمد أب لثلاثة أولاد أكد لنا أن ظروف المعيشة اليوم أصبحت تلزم الآباء والأسر بأن يفكروا مليا للتنزه في العطلة لأسباب كثيرة منها بصفة خاصة ظروف المعيشة الصعبة ،ندرة الأماكن المتوفرة وارتفاع تكاليف التنزه ،فيما يفضل غالبية الأسر الأخرى التوجه إلى مدنهم الأصلية، فهي عادة التزم بها الجزائريون القاطنون بالمدن الكبرى لتصبح وجهتهم بصفة تلقائية هي زيارة الأهل والأقارب أو حيث يجدون راحتهم في المناطق الداخلية الساحلية بعيدًا عن ضوضاء المدن سواء في شموخ الجبال أو ضفاف الأنهار واستنشاق رائحة البحر والغوص بالنظر في تلاطم الأمواج. وهو ما أكده كمال حيث قال بأننا نملك أجمل البلدان ولكن لا نستطيع أن نستغل هذا الجمال ولا يمكن تهيئة الأماكن الخلابة التي تتميز بها بلادنا،أما السيدة جميلة، فإن الأطفال في نظرها من يحتاجون للترفيه أما الأبوين فيحتاجان للراحة، مضيفة أن هناك إشكالية كبرى تواجه الجزائريين وهي المكان الأنسب لقضاء عطلة مريحة، وهي مشكلة كبيرة بسبب نقص المرافق السياحية والمنتجعات ومراكز الترفيه، رغم أنها تمتاز بالمناظر الطبيعية الخلابة وتزخر بها معظم الولايات الجزائرية، إلا أن تهيئة أماكن للترفيه تبقى مشكلة كل الجزائريين، وإن وجدت بعض المرافق، في بعض المناطق، التي تعد على الأصابع، إلا أنها تكلف الكثير بالنسبة للمواطنين. ورغم أن الشواطئ تكون الوجهة المفضلة للعنابيين وزوارهم في العطل، إلا أن ساحة الثورة تبقى القلب النابض لمدينة عنابة، فهذا المعلم الثقافي لا تتوقف فيه الحركة حتى في الليل لتوفره على مقاه على الهواء الطلق، تعانق فيه الأشجار بعضها البعض ما يوفر الظل لقاصدي المكان الذي يميّزه تواجده في قلب مدينة عنابة، وكما يقول المثل: «من لم يزر ساحة الثورة لم يزر عنابة. الكورنيش قبلة العائلات وشاطئ سرايدي جنة فوق الأرض يعد «الكورنيش» متنفسا حقيقيا للعائلات والزوار الذين يحجون إليه من كل حدب وصوب في العطل حيث يمتد طوله لحوالي 5 كيلومتر، نظرا للمناظر الخلابة به وزرقة البحر والتعزيزات الأمنية المتواجدة به حفاظا على أمن المواطنين، في الجانب الآخر تعتبر بلدية سرايدي المتواجدة في أعالي جبل «الإيدوغ» جنة فوق الأرض نظرا للمناطق الخلابة التي توجد بها، والتي تسحر كل من يذهب إليها، ومن بين المناطق السياحية التي تتوفر عليها سرايدي الشواطئ التي تستقبل سنويا الآلاف من المواطنين رغم عدم توفر وسائل الاستقبال اللازمة فيها، على غرار «الشاطئ الكبير» الذي تمتزج فيه خضرة الأشجار بزرقة البحر، أما شاطئ «عين بربر»، فما زال يعاني من مخلفات العشرية السوداء، إذ ما يزال يخشى الكثيرون التوجه إليه بسبب تواجده في عمق الجبل، ويستقبل هذا الشاطئ المواطنين الذين يقطنون في ولاية عنابة فقط الذين يفضلون التوجه إلى الشواطئ التي توفر السكون ويغيب فيها الاكتظاظ. مخطط أمني لتأمين تنقلات المواطنين خلال العطلة الربيعية وضعت المديرية العامة للأمن الوطني مخططا أمنيا، لضمان الأمن والسكينة العمومية للمواطن خلال العطلة الربيعية ، حيث تم تسخير كافة القوات الأمنية العاملة عبر التراب الوطني بهدف ضمان أمن المواطن والممتلكات بالإضافة إلى توفير المرونة والانسيابية في السير ليلا نهارا، خاصة في المناطق التي تشهد حركة كبيرة للمواطنين وتنقل هام للسيارات والمسافرين في المدن أو خارجها وما بين الولايات جراء التوافد الكبير على المناطق السياحية والترفيهية.أكدت إدارة الاتصال بالمديرية العامة للأمن الوطني، أن هذه الفرق المسخرة ستقوم بالعمل بنظام التناوب 24 سا على 24 وعلى مدار الأسبوع، كما ستكون مدعمة بشبكة كاميرات المراقبة التابعة لمراكز العمليات وتحت إسناد جوي من طرف مروحيات الأمن الوطني خاصة في المدن الكبرى التي تشهد توافدا كبيرا للمواطنين، حيث سيساهم هذا الإجراء في ضمان سرعة التدخل في حالة أي إعاقة أو اختناق مروري خلال هذه العطلة لاسيما خلال الفترات الليلية التي تشهد إقامة حفلات بمختلف ربوع الوطن.ومن أجل قضاء عطلة ربيعية بدون حوادث كما دعت المديرية العامة للأمن الوطني، كل مستعملي الطريق العام إلى ضرورة احترام قانون المرور والابتعاد عن سلوكات الإفراط في السرعة.