تزامن عيد الأضحى المبارك لهذه السنة مع الدخول المدرسي الذي لم يعد تفصلنا عنه سوى أيام قلائل وهو ما يؤزم الوضع المادي للعائلات المعوزة من الطبقة المتوسطة والفقيرة، نظرا للاحتياجات الكبيرة التي يتطلبها هاذين الموعدين، فالتحاق التلاميذ بمقاعد الدراسة يقتضي تخصيص ميزانية كبيرة خاصة عند وجود أكثر من متمدرسين في العائلة الواحدة في الوقت الذي تشتعل فيه أسعار الأدوات المدرسية والمحافظ والمآزر كلما اقترب الموعد ناهيك عن شراء الأضحية قبل أقل من أسبوع من الدخول المدرسي، وهو ما سيفجر الوضع أكثر ، حيث ستجد العديد من العائلات العنابية على الخصوص والجزائرية على العموم نفسها في حالة بحث دائمة عن بدائل لتأمين متطلبات الحياة الكثيرة ،خاصة بعدما باتت المناسبات الكثيرة والمتزامنة عبءا عليها في الوقت الذي كان من المفروض أنّها مناسبات للسعادة والفرح لكنها باتت تُثقل كاهل الأُسّر التي لم تتمكن من تغطية جميع المصاريف ،حيث لم تلتقط العائلات خاصة ذوي الدخل الضعيف أنفاسها بعدما أنهكتهم مصاريف شهر رمضان وعيد الفطر المبارك. هاهم يواجهون مصاريف عيد الأضحى والدخول المدرسي حيث تجد العائلات من الطبقة المتوسطة والفقيرة عاجزة تماما عن تلبية طلبات واحتياجات الأبناء، خاصة في مناسبتي العيد والدخول المدرسي، فمثل هذه المناسبات تتطلب مصاريف طائلة لشراء الألبسة والأحذية، والتي لا يقبل الأطفال بديلا لها، ليبقى المهم عندهم هو اقتناء الجديد لاستقبال العيد أمام الأصدقاء وتكون تلك هي عفوية وبراءة هذه الفئة من المجتمع التي تنتظر المناسبة بفارغ الصبر وفي سياق متصل أكدت بعض العائلات المحدودة الدخل التي تحدثنا إليها أنهم باتوا عاجزين تماما عن توفير كل هذه المصاريف خاصة بعد أن أفرغ شهر رمضان و عيد الفطر جيوبهم ليجدوا أنفسهم بعد شهرين أمام مصاريف أخرى لتغطية حاجيات عيد الأضحى وبعدها الدخول المدرسي بأربعة أيام حيث باتوا يلجؤون خلال هذه الفترة، إلى الإستدانة أو إلى رهن المجوهرات، تمكنها من شراء مستلزمات العيد والدخول المدرسي ومتطلباته، خاصة أن هناك من الأمهات يضحين بأشياء تخصهن لأجل أبنائهن ،بعد أن عجز الآباء عن توفير المصاريف اللازمة خاصة في ظل ارتفاع اسعار معظم المواد وسياسة التقشف التي تتبعها الدولة، رغم عملهم ليلا نهارا لتوفير قوت أبنائهم وتوفير متطلباتهم .