مع اقتراب الدخول الاجتماعي وعيد الأضحى المبارك، يعود شبح المصاريف الزائدة لينغص يوميات العائلات الجزائرية، لتجد نفسها مجبرة على صرف أضعاف الأضعاف والذي يفوق قدرتها واللجوء بذلك إلى الاستدانة لتغطية جميع المصاريف وهو ما يحدث حاليا، أين بات التفكير بالاستدانة المخرج الوحيد للأولياء ذوو الدخل المحدود. تجد أغلب العائلات الجزائرية نفسها مخيرة على الاستدانة لتغطية أغلب المصاريف خلال المناسبات والتي تكون عادة متتالية، وهو ما يحدث مع اقتراب الدخول المدرسي الذي تفصلنا عنه سوى أيام قلائل. ومع كثرة المصاريف التي صرفت خلال شهر رمضان المبارك مرورا بعيد الفطر المبارك، جاءت العطلة الصيفية والتي تستنزف الجيوب أيضا خاصة بالنسبة للذين يقضونها رفقة أطفالهم ما تكلفهم أعباء التنقلات والاحتياجات والتنزه وإلى ما غير ذلك مما تفرضه هذه الأخيرة، ليصطدم بعد ذلك أغلب الأولياء بشبح الدخول المدرسي الذي طالما شكل هاجسا حقيقيا للأولياء وخاصة ذوي الدخل المحدود والذين لهم أكثر من طفلين متمدرسين، حيث يمثل لهم أرقا واسعا وهو ما أجمع عليه الأولياء ليطلعنا طاهر في هذا الصدد ان لديه ثلاث أطفال متمدرسين، ليضيف أنه محتار لتغطية احتياجاتهم خلال الدخول المدرسي. ولم يقتصر الامر فقط على التفكير بهاجس الدخول المدرسي، ليمتد إلى عيد الأضحى المبارك والذي يلي الدخول المدرسي بأيام قليلة، حيث يمثل رعبا من نوع آخر للتفكير في أضحية العيد ولوازم العيد، إذ وبين لوازم الدخول المدرسي وتلبية حاجيات المتمدرسين يأتي كبش العيد في الواجهة والذي تحبذ أغلب الأسر اقتنائه لتمضية العيد غير الكثير منهم يرهقهم الأمر للتفكير في ارتفاع التكاليف والمصاريف الكثيرة التي امتزجت بين الدخول المدرسي ومصاريف العيد، إضافة إلى ما صرف خلال العطلة الصيفية، وهو ما يمثل أرقا كبيرا للأغلبية وهو ما أطلعنا عليه عمر ليقول في هذا الصدد أنه صرف الكثير خلال العطلة الصيفية وأن هناك ما ينتظره من مصاريف غداة الدخول المدرسي، ويضع الأمر العديد من الأسر ذوي الدخل الضعيف في الأمر الواقع، إذ يعجز أغلبيتهم على توفير هذا وذاك وتغطية احتياجات متعددة دفعة واحدة، ليجدون من الاستدانة المهرب الوحيد والأوحد لتسديد ما يمكن تسديده إلى غاية تيسير الأمور، وهو ما أطلعنا عليه مروان ليقول في هذا الصدد انه سيقوم بالاستدانة لاقتناء كبش العيد وتغطية مصاريف الدخول المدرسي لأبنائه، وتشاطره الرأي باية لتضيف في السياق ذاته، أنها مجبرة على الاستدانة من اجل تغطية أغلبية مصاريف العيد والدخول الاجتماعي، ويعتبر الأمر مرهقا بالنسبة للأغلبية حيث أن تمضيتهم للعطلة الصيفية استنزف جيوبهم، ليأتي الدخول الاجتماعي بما يحمله من مناسبات متعاقبة بدء بالدخول المدرسي والذي تصرف عليه الملايين لتغطية احتياجات تلميذ واحد، من ألبسة وأدوات مدرسية وكتب، إلى عيد الأضحى المبارك الذي يستوجب كبش العيد ولوازم العيد، وهو الأمر الذي يثقل كاهل أرباب الأسر ذوي الدخل المحدود، ويسبب لهم ارتباكا كبيرا أمام عجزهم عن تسديد مصاريف عدة في آن واحد، إضافة إلى ما صرف سابقا خلال العطلة الصيفية وهو الأمر الذي يفكر فيه الغالبية، حول ما إذا سيتمكنون من تغطية المصاريف القادمة من دخول مدرسي وعيد أضحى. ويرى كثيرون أنهم سيصرفون أموالا طائلة خلال الفترة القادمة والتي تتنوع بين ملابس وأضحية وغيرها من الأمور والتي حتى وإن بدت بسيطة فستكون مكلفة أيضا، لتوالي المناسبات والتي تحتاج إلى صرف الأموال، ليجد أغلب المواطنين أنفسهم مجبرين على الاستدانة لتغطية ما يمكن تغطيته من احتياجات. عزوق: العائلات الجزائرية ستصرف عشرة ملايين خلال الدخول المدرسي وفي خضم هذا الواقع الذي يفرض نفسه على أغلب الأسر الجزائرية ولجوئهم إلى الاستدانة خلال الدخول الاجتماعي وعيد الأضحى المبارك، أوضح كمال عزوق، رئيس جمعية حماية المستهلك في اتصال ل السياسي ، بأن العائلات الجزائرية سوف تصرف ما يقارب ال10 ملايين على الأقل خلال عيد الأضحى المبارك والدخول الاجتماعي، والرقم مرشح للارتفاع مع عدد أفراد العائلة وعدد الأطفال المتمدرسين وارتفاع أسعار المواشي ومصاريف العيد، ضف إلى ذلك العطلة الصيفية والتي تستنزف الكثير من الأموال والتي ستحسب إضافة إلى ما سيصرف خلال الدخول الاجتماعي.