بعد أن قضت مصاريف موسم الصيف والشهر الفضيل على آخر دينار بجيوب العديد من أرباب العائلات، باتت تكاليف مستلزمات الدخول المدرسي والاحتفاء بعيد الأضحى تثقل كاهل الأسر، سيما مع ارتفاع الأسعار ومحدودية دخل الأفراد، حيث أضحت العديد من العائلات في مواجهة التقشف وتحديد الأولويات حتى تتمكن من شراء أضحية العيد التي باتت تعرف هي الأخرى ارتفاعا في الأسعار. تعيش العائلات العباسية هذه الأيام على وقع الغليان والتذمر نتيجة محدودية الدخل وعدم مقدرتها على مواجهة جميع تكاليف العيش، سيما وأن العديد من الأسر اختلت ميزانيتها منذ موسم الصيف ومع الشهر الفضيل المنصرم، بسبب كثرة المصاريف وما يتطلب من احتياجات لتصطدم هذه المرة أيضا ومع بداية العد التنازلي للدخول الاجتماعي المحدد بتاريخ الرابع من الشهر سبتمبر القادم بغلاء الأدوات المدرسية التي ارتفعت أثمانها حسب العديد من المواطنين الذي أكد لنا بعضهم أنهم يبحثون منذ أيام على المحلات التي تبيع هذه الأدوات بأرخص الأثمان خاصة بأسواق وسط المدينة الذي بات مرتعا للمنتجات الصينية الرديئة والرخيصة، إذ تساءل العديد من هؤلاء عن مخرج لهذه الوضعية خاصة وأن هناك أسر بها أكثر من ثلاثة متمدرسين وهذا ما يعني الكثير من المصاريف من مآزر ومستلزمات مدرسية، حيث يحاول العديد من أرباب العائلات الموازنة بين مصاريف العائلة وكل ما تحتاجه بشكل يومي وكذا مصاريف الدخول المدرسي وكذا تكاليف شراء أضحية العيد، وما يترتب أيضا من احتياجات للاحتفاء بعيد الأضحى المبارك المنتظر إحياءه مع تاريخ 11 من الشهر المقبل. في هذا السياق كشف بعض أرباب العائلات ل"الفجر" أن أسعار الأضاحي باتت "لمن استطاع إليه سبيلا" بسبب ارتفاع سعرها والمضاربة من قبل الموالين وأشباههم الذين باتوا يستغلون هذه المناسبات للبزنسة في أسعار الأضاحي وفرض منطقهم، حيث لم تجد فيه العديد من الأسر مخرجا سوى التدين والتقشف لتخفيف عبئ هذه المصاريف الكثيرة، ومنها من استنجد بالبنوك كما جرت العادة لرهن مصوغاتها وتغطية هذه التكاليف، فيما تكتفي العديد من العائلات الفقيرة بمقاطعة شراء الأضاحي والمستلزمات لأبنائها المتمدرسين مع الدخول المدرسي في انتظار المحسنين وأصحاب الخير لتخفيف غبنهم وإمدادهم بأضاحي العيد لإدخال الفرحة لبيوتهم، ومع الغلاء الفاحش يبقى المواطن هو الضحية الوحيد.