رسم أحمد أويحيى الوزير الأول خلال عرضه برنامج عمل حكومته على البرلمان صورة سوداوية عن الوضع الاقتصادي للبلاد وأن الحكومة أصبحت مجبرة على التوجه نحو التمويل غير التقليدي أو بمعنى آخر طباعة المزيد من الأوراق النقدية وهو الخطاب الذي كان له انعكاس سلبي على قيمة الدينار الجزائري الذي وصل أصلا إلى الحضيض.حيث وصل سعر صرف الأورو الواحد إلى 200 دينار في السوق السوداء التي تعد المصدر الرئيسي لتحديد القيمة التي يحددها البنك المركزي والمقدر ب 133 دينارا لكل واحد أورو لا قيمة لها، باعتبار أن شراء العملة الصعبة من البنوك أمر أقرب إلى المستحيل.ونظرا لهذه النظرة التشاؤمية التي غرسها الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي في عقلية الشعب الذي أصبح العام والخاص منه وحتى النساء كبار السن يتحدث يوميا عن انهيار قيمة الدينار ووصولها مستقبلا إلى مستويات قياسية على غرار ما كان عليه الوضع سابقا في تركيا التي أعادت بناء اقتصادها، تهافتت شريحة واسعة من الجزائريين وخصوصا أصحاب المال إلى الملاذات الآمنة المتمثلة في شراء العملة الصعبة والذهب، حيث قام بعضهم بتحويل مبالغ كبيرة إلى العملة الصعبة، على الأقل هذا ما هو عليه الحال في ولاية عنابة التي أصبحت العملة الصعبة فيها هذه الأيام نادرة، وهو ما أكده ل «آخر ساعة» عدد من تجار العملة على مستوى محطة السكك الحديدية وشارع «ابن خلدون» (غومبيطا).حيث أوضح أحد التجار بأن هناك من قام بشراء مبلغ 10 آلاف أورو مقابل 200 مليون سنتيم.حيث اضطر للاستعانة ببعض زملائه من أجل توفير له هذا المبلغ، لافتا إلى أن بيع العملة للزبائن أصبح أكثر من شرائها من عندهم وهو ما تسبب في قرب دخولهم في حالهم ندرة للعملة الصعبة، كما أوضح بأن الغالبية تفضل شراء الأورو على شراء الدولار، باعتبار أن الأول أقوى من الثاني.وكشف محدثنا أيضا بأن زبائنهم من مختلف شرائح المجتمع، أما عن ما إذا كان هناك إقبال على شراء الدينار التونسي فأوضح المصدر بأن الإقبال عادي على هذه العملة التي يقصد من يريد التوجه إلى تونس بغرض السياحة فقط، ونظرا لندرة العملة الصعبة وبيعها ب «المعريفة».فإن بعض المواطنين اختاروا التوجه نحو شراء الذهب الذي تبقى قيمته ثابتة مع تغيرات طفيفة فقط، ففي السوق السوداء بلغت قيمة الغرام من الذهب المستعمل 4500 دينار، وأكد تجاره بأن هناك زيادة نسبية في الإقبال على الشراء مقارنة بما كان عليه الوضع قبل بضعة أسابيع، لكن ليست زيادة كبيرة. أما في المحلات فقيمة الذهب المحلي فتتراوح ما بين 5000 و7500 للغرام، أما الذهب المستورد فيبدأ من 8000 دينار فما فوق، لكن أصحاب المحلات الذين تقربنا منهم فأوضحوا لنا بأن تجارتهم مثل العادة ولم يتغير شيء في الأيام الأخيرة.