وصلت أسعار العملة الصعبة في السوق السوداء إلى أرقام قياسية عززها التراجع الكبير لقيمة الدينار، حيث أكد تجار العملة بهذا الخصوص أن هذا الارتفاع غير خريطة تحويل العملة بصفة جذرية. وللوقوف على الأسعار الجديدة في السوق السوداء بمدينة عنابة وبالتحديد شارع «ابن خلدون» وبجوار محطة السكك الحديدية لنقل المسافرين، أكد لنا تجار العملة أن سعر العملة الأوروبية الموحدة وصل إلى 18000 دينار مقابل 100 أورو، أما سعر صرف الدولار فوصل إلى 16400 دينار مقابل ورقة 100 من العملة الأمريكية، فيما وصل سعر 100 دينار تونسي إلى 7850 دينارا جزائريا، وأكد «الصرافة» أن «العملة الخضراء» وصل سعر صرفها إلى رقم قياسي، حيث لم يسبق لهم وأن شهدوا وصولها إلى هذه القيمة، رغم أن العديد منهم يتواجدون في هذا المجال منذ سنوات طويلة، لافتين إلى أن أعلى سعر وصل له من قبل هو 16000 دينار لكل 100 أورو، أما بخصوص السبب الرئيسي لهذا الارتفاع، فأجمع «الصرافة» على أن الأمر بدأ مع تهاوي قيمة الدينار الجزائري.حيث عززت الأخبار التي تتحدث عن تواصل تراجع قيمته في السوق من هذا الارتفاع، باعتبار أن الباحثين عن شراء العملة الصعبة أصبحوا يتهافتون على شرائها خوفا من انخفاض قيمة الدينار أكثر، وهو الأمر الذي جعل من العملة الصعبة وخصوصا الدولار غير متوفرة بالشكل اللازم في السوق السوداء، لافتين إلى أن هذا الأمر من شأنه أن يتسبب في «انقطاع خبزتهم».كما أوضحوا أن زبائنهم الأوائل هم المستوردون وتجار الألبسة الذين ينتقلون كثيرا إلى تركية من أجل شراء السلع، ومكننا أحد «الصرافة» من الاتصال بأحد المستوردين الذي أكد لنا أن ارتفاع سعر العملة الصعبة أثر بشكل سلبي على نشاطهم، حيث أوضح أنه مجبر على شراء العملة الصعبة من السوق السوداء بمبالغ كبيرة نظرا لاستحالة القيام بذلك من البنوك.وأضاف أن أغلب المستوردين أصبحوا يدخلون في رحلة بحث طويلة من أجل شراء الأورو أو الدولار بقيمة مالية كبيرة نظرا لندرتها في السوق، لافتا إلى أن هذا الأمر ساهم في ارتفاع أسعار العديد من المنتجات التي يقومون باستيرادها، وذلك لاستحالة بقائها بنفس السعر، حيث سيتسبب ذلك في خسارتهم. كما أوضح أن المستوردين الذين كانوا يعملون على خط دبي كانوا يقبلون على شراء الدولار نظرا لانخفاض قيمته مقارنة بالأورو بالإضافة إلى تعامل هذه الإمارة الخليجية بالعملة الأمريكية، فيما كان يشتري المستوردون من الصين وتركيا الأورو، لكن تقارب أسعار العملتين حاليا قضى على هذا الأمر.كما أن بعض المستوردين تخلوا عن بعض السلع التي كانوا يجلبونها من الخارج ويبيعونها في الجزائر وتتعلق بالأساس بالألبسة التي وفي حال استيرادها فإن سعرها في السوق المحلية سيكون بأسعار خيالية، وأكد المتحدث أن الوضع الحالي قلب الأمور عليهم رأسا على عقب، متمنيا أن تعود الأمور إلى سابق عهدها.